قال تعالى : { فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ } [ القيامة 7].
🔴المقصود أن الأبصار تنبهر يوم القيامة ، وتخشع ، وتحار ، وتذل ، من شدة الأهوال ، ومن عظم ما تشاهده يوم القيامة من الأمور .
✍🏻 ابن كثير 4 /449
🌹صباح الخيرات 🌹
قال تعالى: ( أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ) [ الشعراء:205- 207 ]هذه الآية صدعت قلب ميمون ابن مِهران لما ذهب إلى الحسن البصري يلتمس منه الموعظة، فقال له: يا أبا سعيد إني آنست في قلبي غلظه فاستلن لي أي قل لي شيئا يلينه فتلى عليه الحسن هذه الآيات من آخر سورة الشعراء : ( أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ )فلما سمعها ميمون أُغشِيَ عليه ، فلما أفاق وخرج مع ابنه عمرو،قال عمرو لأبيه يا أبت أهذا هو الحسن ؟ لم يقل شيئا،وكان عمرو يتصور أن الحسن سيلقى خطبه عصماء على ما هو مشهور من كلام الحسن البصري الذي قال فيه بعض أهل العلم أن كلامه يشبه كلام الأنبياء،قال عمرو: فضرب أبى صدري بيده ، وقال : يا بني ! لقد تلا عليك آيات لو تدبرتها بقلبك ألفيت لها كلومًا فيه وكلومًا - جمع كلم وهو : الجرح - ،أي هذه الآيات لو تدبرتها بقلبك لا تغادر سمعك إلا وقد جرحت هذا القلب لقوتها.
قال رسول الله ﷺ : " لاَ يؤمنُ عبدٌ حتَّى يؤمِنَ بالقدرِ خيرِهِ وشرِّهِ ؛ حتَّى يعلمَ أنَّ ما أصابَهُ لم يَكن ليخطئَهُ ، وأنَّ ما أخطأَهُ لم يَكن ليصيبَهُ "فما عشته مقدر لك ، إن كان ابتلاء وضراء فيجب عليك الصبر وإن رضيت فهو خيراً لك.ومن صبر على البلاء والضراء قال الله تعالى في حقه : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )والجذع والشكوى والتضجر والتسخط ينافي الصبر.فاصبر ولك الجنة بإذن الله جزاء صبرك على البلاء - إن كنت في بلاء على الحقيقة - فإن البلاء يكون بقدر الايمان في قلب العبد وبقدر دينه.قال رسول الله ﷺ : أشدُّ الناسِ بلاءً الأنبياءُ ، ثم الأمثلُ فالأمثلُ ، يُبتلى الرجلُ على حسَبِ دينِه ، فإنَّ كان في دينِه صُلْبًا ، اشْتدَّ بلاؤه ، وإن كان في دينِه رقةٌ ابْتُليَ على قدْرِ دينِه ، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتى يتركَه يمشي على الأرضِ وما عليه خطيئةٌ.
يجد المُؤمن أنَّه أحوَج ما يكون إلى القُرآن إذا اشتدَّت المِحَن، وأصبح غريبًا حتّى في صلاتِهِ التي يُصلّيها، حتى بين أهلِهِ وبينَ ولدِه، لن يجد سَلوةً مِن حزنِهِ وهمِّه وغمِّه وغُربتِه أعظم من سَلوة القرآن.-الشنقيطي.
من السنن الجميلة الغائبة إيقاظ النائم "بالتكبير والذكر"ففي الحديث أن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه أيقظ النبي صلى اللَّه عليه وسلم بترديده اللَّه أكبر اللَّه أكبر.- أخرجه البخاري.
أحبُّ كثرة الصّلاة على النبي ﷺ في كلّ حالٍ، وأنا في يوم الجمعة وليلتها أشد استحبابًا، وأحب قراءة الكهف ليلة الجمعة ويومها لما جاء فيها.- الإمامُ الشافعيُّ.
كتب الأمير أبو الفضل الكيالي لأحدهم:أشكو إليك زماناً سلبَ ضِعف ما وَهب، وفجَّع بأكثر مما متَّع، وأوحش فوق ما آنس، وعنف في نزع ما ألبس، ولم يذقنا حلاوة الاجتماع حتى جرعها مرارة الفراق، ولم يُمتّعنا بأُنس الالتقاء إلا وغادرنا رهن التلف والاشتياق.
يقول ابن القيم رحمه الله:"من عرف الله أحبَّه ولا بدّ، ومن أحبه انقشعت عنه سحائب الظلمات، وانكشفت عن قلبه الهموم والغموم والأحزان، وعمر قلبه بالسرور والأفراح وأقبلت إليه وفود التهاني والبشائر من كل جانب؛ فإنه لا حزن مع الله أبدًا "
•• [ تعرفهُمْ بسِيمَاهُم ]"إذا رآهم الإنسان ظنّهم أغنياء وإذا دقّق في حالهم تبين له أنهم فقراء لكن مُتعففون، وفي هذا دلالة على أنه ينبغي للإنسان أن يكون فطناً ذا حزم ودقة نظر، لأن الله وصف هذا الذي لا يعلم حالهم بأنه جاهل [يحسبهم الجَاهلُ أغْنِياء مِنَ التعَفُّف".الشيخ ابن عثيمين -رَحمهُ الله-