من أعظم نعم الحياة أن تمتلك أُم قوية، أن تمتلك خير مثال للعزم في أمور الحياة، والصبر على مُر أيامها لكسب المنال، أن تمتلك من تزرع بداخلك القوة والثبات أمام كل عقبة تواجهك، أن تمتلك الحُب الصادق الذي يحبك بعيوبك وبأخطائك وزلاتك، حُب لا مشروط لا يغني عنه صداقات العالم بأكمله .
حافظ على الجزء الغير عاقلٍ من شخصيتك ، الجزءُ الضّحوك الفوضوي، الجزءُ الذي يعيدُ روحك إلى روح طفلٍ مهما بلغ فيك من العمر أو اليأس أو أيٍّ من مكدّرات الحياة !
أحب طريقة التفكير هذه، الامتنان لكل الملذات الصغيرة والتي قد يراها البعض توافه، أعيش بهذا النمط وأحبه، تقدير أصغر التفاصيل والعيش في كنفها. نعيم لا يدركه الأغلبية .
يظنون أنك تستطيعُ تجاوز الأشياء وكأنها لم تحدث، لكن والله لا شيء مرّ علينا سهلاً ، بكُل مرة تُخسف بأرواحنا الأرض ، والله وحدهُ الأعلم كيف كلفنا الصِمود بكُل مرة .
نميل دائمًا للذين لا يبخلون بالمواساة و الودّ و الحبّ و لو بأبسط الكلمات ، نميل دائمًا لمن يجيدون مواساتنا ، أولئك الذين يمكنهم تحمل الضغوطات عنك دون أن يشعروك بأنّك عبءٌ و حمل عليهم ، لمن يرفعون عنّا عناء التفكير في نظرتهم لنا ، لأصحاب الظلّ الخفيف .
كان الوحيد الذي جعلني أشعر للمرة الأولى بأن كل طباعي الحادة ، وأفكاري المشوهة ، وهدوئي الذي يشبه هدوء الأشباح ، أشياء قابلة للحب ، ليست أشياء قابلة للتغيير ، بل للحب ، أعطئ كل جزء مظلم مني حباً هائلاً ، منحني شعوراً بأنني مميزه بسبب كل تلك الأمور التي لطالما كرهت أنني أمتلكها .
أنا لا أرى أنك مجرد شخص دخل أيامي ، أرى أنك معجزة ، جنة الخالق في أرضه ، النجمة التي و إن حدقت بها طوال عمري لن أخاف ، أرى أنك حياة وُضِعت بقلبي ، حياة عوضتني عن اللا حياة التي كنتُ بها .
هكذا نحن اللاتي بلا آباء ، كأوراق الأشجار المتساقطة ، تعصف بنا الحياة يميناً وشمالاً ترفعنا قليلاً للأعلى ثم تهوي بنا مجدداً للأرض وكأننا لم نكن في الأعلى قط .