يا غايب ليه ما تسأل ع احبابك اللي يحبونك ما يناموا الليل لعيونك .. انا بفكر فيك تبعد عني وتنساني .. محتاجك جنبي ترعاني تنسيني جروحي واحزاني .. أنا مشتاق لعينيك يا حبيبي ..لااااا لا .. لا تروح بعيد .. انت نصيبي
نهرٌ صغيرٌ على طاولة السهرة ثمة قلوبٌ مأسورةٌ جاءتْ من أقاليم الأسر في خرائطَ ممحوةٍ وكواكبَ نائيةٍ قلوبٌ تنجو من جغرافيا السفر والإقامة يَطلعُ ولعُ الطبيعةِ في تجاعيدِها جاءتْ تتبادلُ أنخابَها النادرة جاءتْ من شتاتها فانداحتْ لها طاولةُ السهرةِ في ليل باريس الثمل الرسامونَ الشعراءُ الكتابُ العشاقُ المغنونَ الموسيقيونَ مهندسو الميناء قراصنةُ المخيلةِ بناةُ الفهارس مدققو الأوهام فارزو الجراح خطاطون حوريات الجحيم حوذيو البهجة ونساءٌ طويلات البال يؤازرنّ رجالهنَّ لئلا تخلبهم الأنخابُ طالعاتٍ من ثمالة النهر نبيذٌ كَـَنـَزَهُ إيطاليونَ حكماء وادخروه لغواية السهرة يؤنسوا به وحشةَ النادلِ وشجنَ الغريب نبيذٌ يضعُ اللذةَ في عطايا البحر ويُشفِي الذاكرة نبيذٌ يصقل أسماكَ الطاهي يسعف تعثر أخطائنا الأثيرة ويطلق شكيمةَ اللغةِ فيما الأكتافُ تتهدلُ متراصفةً حول طاولةٍ في نكهةِ الغيم يقف مايسترو السهرة الجميل مثل منديلٍ مغزولٍ بإبريسم الذهب ينفحُ عطرَ صداقته الصارمة في أبجدية الطاولة ويقودُ حركة الدوارقِ والأقداحِ مشرفاً بإصبعه المختومة بعربة الماء على حركة أجرامٍ هائمةٍ تَـرشفُ وتبوحُ حيث يحتدمُ سجالُ الأصباغِ والكتابة، غيمُ الأرواح هنا والندمُ الفاتن هنا وهنا محتملُ النسيان سَمَكٌ خفيفٌ في صفحةِ كتابٍ طازجٍ سَمَكٌ طابَ له الطيران في هودج الصحن سِرْبٌ من القواقع المنسية في دفتر البحر جاءتْ لتقرأَ لنا طالعنا في النبيذ في طاولةٍ أطولُ من الليل.
لماذا كُل أسئلتي لماذا أمثلي يستحق أسىً كهذا؟ ألم أحفظك من ضيم الليالي ؟ ألم أكن المُفاديَ والملاذَ أ أُكرمُ بالخداعِ وكُل عشقٍ بصدقٍ قال لا صبٌ سِوى ذا أتقبلُ أن يصيرَ النجمُ قاعًا ونتركَ للعذول بنا نفاذَ ؟ وأن تُلقى الكواكبُ من عُلاها وأن تغدو محبتنا جُذاذَ ؟ أنقصدُ مهلكِ الظمآن طوعًا ونتركُ خلفنا غيثًا رذاذَ أنتركُ عُنوةً يُسرًا لعُسرٍ ونتخذُ الشقاءَ لنا اتخاذَ أنا الموصوفُ من يشقى لترضى ومن شَر الفِراقِ من استعاذَ أنا المخذولُ من إحسانِ ظني ومن بيني وبين الهَمّ حاذى أنا المَبليّ أجوبتي تلاشت وصارت كُل أسئلتي لماذا ؟