اعتقدتُ انها ذهبت ، غرّني منظر الحقائب عند الرحيل ! كنت سطحياً للغاية حين أقرنتُ حبي لها بوجودها. لم تحزم شيئاً من عشقي لها في تلك الحقائب الكثيرة ، كانت بعض الملابس وبعض العطور. حتى العطور بقيت ! مرّ خريفانِ حتى ادركتُ مدى التحامها فيّ وذاكرتي ، لم تخلو من صورتها ورقة شجر خريفية صفراء ، لم يخلو من صوتها صوت رعد ، ولا من وميض عينيها أيّ برق. والربيع ! أزهرَها على أشجاره ، وانسابت في واديهِ وأنهارِه. "مؤامرةٌ هذه لا بد !! " ذلك ما كان يخطر ببالي حين ترسمها الطبيعة كلّما مررتُ من بستانٍ او سهلٍ او جبل. لكنني كنتُ سعيداً بعذابي ، وسعيداً بخبث الطبيعة في رسمها من حولي.