أردت إخبارك، بأن رجوعي للمنزل و أنا لا أحس بقدماي من تعبي أمر يُحزنني، و لأطمئنك أن شقّتي، حفظت لي منسوب حبّك، فكان ثابتًا على الدوام، بينما أنا أراه يَزيد، لأني أنا من ينقص، أجل يا عزيزتي أنا اضمحل و اتلاشى. فعلى سبيل المثال اليوم، تساقطت ثلاث شعرات من رأسي أو أكثر، و لا أعلم كيف يحصي المرء كمية الجلد الميت حين يسقط كالتراب بدون درايتنا، و قلبي استعرض نُبله في أعين الطيور، أو حسب إعتقاد العرّافة، حيث أخبرتني و هي تقرأ كفّي، بأن شيء ما في صدري سيتحوّل على دفعات الى كائنٍ سماوي، فأخذ يفتت من ذاته نزرًا يسيرًا و نثره وقتما بلغنا ميدان في المدينة، أما في تعاملي مع النّاس، كُنت أرد السّلام مرّة، و أتجاهل الذي يليه، أرده مرة و أتجاهل الذي يليه، و هكذا حتّى غدوت حاملًا في جوفي منّي نسختين، الودود و الوغد في آن واحد. لذا يا عزيزتي أنا كُنت أثقل من المُعتاد، و لهذا قدماي تُؤلمانني.
هل أنت أبله يقول دوستويفسكي: إن كان يظهر عليك ويمكن وصفك بالبراءة، والإيثار، واللطف، والأخلاق الرفيعة، والصدق، والوضوح، والعطف، ومحبة كل من حولك حيث أنك لا تملك ضغينة تجاه أحد فأنت "أبله" بكل تأكيد! ليس سبب هذا أن هذه الصفات سلبية، وإنما لأنك تعيش في وسط المجتمع المُنحط والفاسد والمليء بالقذارة الأخلاقية، مجتمع يرى البراءة سذاجة، واللطف ضعفًا، والأخلاق يراها موضة قديمة، والصدق دليل عدم قدرة على المراوغة... وهكذا، صار من يعيش بقلبٍ سليم هو الأبله، والماكر في مجتمع الذئاب هو الذكي! ويا لروعة تولستوي إذ يختصر كل حديثنا بقوله: "كن طيباً على الدوام، واحرص على أن لا يعرف أحد أنك طيب." #دوستويفسكي
" ماذا لو تَجاوزنا المَنطِق ... وتَخطينا حُدود الواقِع ... فكتبت لي: كيفَ حالُك ؟ فأُجيبُكِ بعفوية: لستُ بخيرٍ بدونِكِ " وأعترف : في غيابك أنت .. كُلّ الأشياء قابلة للإنتظار ، وفي حُضُورك .. كُلّ الأشياء قابلة للتأجيل ، ليس فقط الأشياء ! كُلّ العالم أيضاً .. أنا أُحبك بتطرّف .. بتعصّب .. لا يهمّني كم مرة أخسر معك .. وكيف؟ وما حجم خسائري .. مجرد أنك قي قلبي هو فوزٌ عظيمْ ..
قبل ان يصيبني الجنون كنت اكلمها مكالمة فيديو كعادتنا على واحد من مواقع التواصل الاجتماعي ويسمى بالاسكايب.بعد مكالمة استمرت 15 دقيقة- عزيزي، لحظة اريد ان اشرب كوباً من الماء. - حسناََ تفضلي. …… وبعدها بثوانٍ جائت اختها الصغيرة لتنظر الي عبر كاميرا اللابتوب دون ان تتكلم. سألتها، -كيف حالك ي صغيرتي!؟ ما اسمك!؟ -اسمي ديانا -هل انتي اخت (وذكرت اسمها)!؟ -نعم انا اختها.ثم استدارت واختفت عن مرأى الكاميرا.-عزيزي، انا عدت. هل مللت الانتظار!؟ -لا، لان اختك ديانا كانت هنا قبل قليل وآنستني قليلا قبل مجيئك بثوانٍ. -ديانا توفيت قبل سنتين، انت تمزح اليس كذلك!؟بعدها لم استطع النوم، لاذهب في الصباح الباكر لمنزلها، طرقت باب المنزل لتفتح لي امها الباب.-نعم يا ابني، تفضل!؟ -اريد ابنتك الان، فالامر مهم جدا. -ابنتي الكبيرة والصغيرة توفيتا بحادث مروري قبل سنتان يا ابني.استدرت بسرعة نحو الرصيف وذلك قبل ان اصطدم باحد المارة ليهدئ من انفاسي المتسارعة ثم يخبرني ان ذلك المنزل جميع من به ماتو اثر حادث مروري قبل سنتين من الان