وقتما نامت الأعين، و بدأت الأحلام تطرِقُ أبواب أهلها، كان يُطالع سقف غرفته، فكر في لحظاتٍ، لم يكد يغفو، إلا و هي تستنشق طاقته، كيف لميدان واسع الأركان، تأتيه الهِتافات المُعادية من كل زواياه، كالرصاص، شكَّ، في أنه دخيل، ممقوت لن يستشِف نظرة عطف، و لو بالخطأ، حاصرته آماله، بين ما كان يرغب في أن يكونه، و بين ما يُحاول أن يُبرئ نفسه منه، مِقصلة لا مفر منها، إما أن تفوز برأسك، أو أن تفتِكُ بشفرتها كوابيسه تزينت أحلامًا، و صيحات الغضب صَعقته تصفيقًا، و اليأس لا يتمكن من الفرد، ما دام قادرًا على تهميشه .