"سوا ربينا .. سوا مشينا .. سوا قضينا ليالينا
معقول الفراق يمحي اسامينا
و نحن سوا ... سوا ربينا"
من بين أغان متنوعة في فقرة فيروز الصباحية .. التقطت أذناي هذا المقطع _ أو بالأحرى كان قلبي _وَقْع هذا المقطع كان عَتيّا للغاية و كأنني أول مرة اسمعه
رتم فيروز البطيء .. الموسيقى القاتمة .. الكلمات التي تحمل بها ثقل الخطى و خيبات الجنى ..!
كل هذا لا يستطع قوله إلا "فيروز"
و كل هذا _بالتأكيد_ خرج من كبد متصدع مرورًا بقلبٍ مفتور و حنجرة تدفن خيباتها رجفات .
تسرد فيروز في تلك الأغنية ماضيًا قد كان و حاضرًا تُجن له القلوب و مستقبلًا مئسويًا .. لكنه كعادة الأشياء الحقيقية
واقعية ... مؤلمة !
تذكر ايامًا خوالي
معها مُحيت اسمائهم و هويتهم
نعم فالفراق غربة؛ ولا أوحش من غربة روح عن روح !
"أنت و أنا درنا ع كل البواب
حبينا وكبرنا بموسم العناب
و نطرنا الجنى
بليالي الجنى
وقطفنا الفرح من علالينا "
في محاولة تصنع بسمة مُطعمة بذكرى موجعه تُشهّد الأبواب و موسم العناب الحب و الجنى.. القطاف و الأفراح
ف إن نكرت و نكرت الأيام ... خطاوينا و الطرقات و قلبي الذي جنى الحب كدرا
يتسللون لابسين أبهى الحلل في النهار قبل الليل ليجلسوا على مقعدك الفارغ ...!!
مع التفاتة أخيرة يُذيلها سؤال لا جواب له !
"آه قولك بعد الرفقة والعمر العتيق نوقع متل ورقة كل من عطريق
وينسانى السهر بليالي السهر
ويسألوا عنا اهالينا"
أهكذا ارتضيت لقلبك طبيعة الأشجار ؟!
فإن فعلت !
فأبيت أنا فصول عمرك المتقلبة
و كيف للقلوب ان تنضج حتى تسقط
كيف للأرواح ان تتغرب حتى تذبل
و كيف لـ ليل كان يطول حتى نسهر ..ينسى و ينسانا !
حتى أهالينا ... اتخذوا النسيان عنوانا
صاروا يبحثوا عنّا فينا
خطيئتهم الوحيدة أنه "سوا ربينا .. سوا مشينا .. سوا قضينا ليالينا "
ما هذا الجني الحزين يا فيروز !؟
رنـــا عبدالشافي|🦋🤍
View more