لم تكن عزة تلك المرأة المميزة التي تسحر ألباب الرجال من حولها، كانت جميلة، أنثوية، لديها شخصية جذابة لكن لم تكن كالنساء اللواتي يسببن آلام الروح للرجال. عزة كانت قصة أمجد، بغض النظر عن لون العيون الساحرة، عن ابتسامتها، عن جرأتها، لقد كانت ماضي أمجد وهذا ما يكفي لصنع سياج يحمي عزة من كل أخطاءها وكونها عادية. تخيل أنك تمضي في طريق الحياة وبعد سنوات تلتقي بأحد ما يخبرك أنه يكتب عنك المعلقات، أحد استهلك الكثير من الأوراق من أجلك، ليست ورقة واحدة بل أوراق تعبقت بك، وعلى الرغم من المضي في الحياة وعلى الرغم من أنك غير مرئي لكنه جعل من غيابك طقس مقدس، كان الغياب كالملحمة. لم أشعر يوماً أن عزة جذبها أمجد، لم يكن حبها له رغبة جامحة بأن تكون معه، بل وكأن زواجها منه كان جائزة على انتظار أمجد لها، وفاءً "للقصة" التي عاشها أمجد مع عزة في غياب عزة. جذبتها المشاعر الملحمية، الشاعرية الروائية التي تحلم أي أنثى بالعيش في كنفها، لكن الروايات تنتهي عندما تروى، وهرم الوهم قد يُهدم أمام حجر صغير من الحقيقة! عندما تزوجت عزة أمجد قرأت الصفحة الأخيرة من الرواية، عزة توجهت للمطبخ لغلي القهوة، نظرت من النافذة، سمعت أصوات الضجيج في الخارج، طرقت جارتها الباب، وبعدها بدأ صداع عزة. كان عقم أمجد في الحقيقة هو النقطة الفاصلة لعزة بين "وفائها للقصة" و "الواقع كما هو" ولا أتوقع أن إنجاب طفل كان سيحل المأساة بين الحبيبين، لأن عزة لم تخن أمجد فقط بل خانت الرواية نفسها، الغياب نفسه، الأوراق التي كتبها أمجد لها، تلك الغرفة الصغيرة التي رقص بها أمجد مع طيف عزة.لا يوجد غفران، لأن القصة كانت عذراء، نقية، صافية، والخيانة أو ما يعرف بصداع عزة انتهك القصة والأوراق والملحمة والانتظار والغياب الجميل. لا أنتظر من أمجد الأفلاطوني أن يغفر لعزة الواقعية ولذلك كانت نهاية حسن سامي يوسف من أعظم النهايات التي رأيتها في حياتي.ما جعل من هذه المرأة "عزة" هو أمجد، وما جعل من آلام أمجد ملحمة هو أمجد أيضاً.
"صباح الخير"💜
صباح الإمتنان للون السماء وضوُء الصباح، لرائحة الأمل ولكل الأشياء التي تمنحنا شعور أفضل 💜🌸
صباح الخير يا قدّيستي الحلوة مضى عامان يا أمي على الولد الذي أبحر برحلته الخرافية وخبأ في حقائبه صباح بلاده الأخضر وأنجمها، وأنهرها، وكل شقيقها الأحمر وخبأ في ملابسه طرابيناً من النعناع والزعتر وليلكةً دمشقية..نزار قباني