حياة في الظل .. ٢ }
-
-
اعتراني فضول عظيم لمعرفة بقية تلك الحكاية ، لكن الرسالة توقفت عند ذلك الحد .
لم أنم تلك الليلة أبداً ،لأول مرة منذ أعوام يتسلل شعور غريب إلى قلبي . أحببت سهام أو ربما تعاطفت معه وتمنيت أن لاتكون رسالته وصلتني عن طريق الخطاء .
انتظرت الصباح بلهفة لم أعهدها على أمل معرفة بقية حكايته ، كان حدسي لا يخطئ أبداً وشعرت أنه سيستمر في ارسال حكايته دون انقطاع .
لكن النهار قد انتصف ولم يظهر للرسالة أثر .
وأمي منذ الصباح لاتزال تردد أن الرسالة ظلت وجهتها الصحيحة ليس إلا ، والأجدر بي مواصلة عملي على انتظار ما لن يأتي .
وبالفعل غابت شمس ذلك اليوم ورسالة سهام لم تصل .
كنت متعبة جداً ونمت دون التفكير حتى في حدسي الذي خانني وهو لم يفعل هذا منذ زمن .
وفي الغد كانت أمي تتسائل عن سبب سكوتي الطويل وترجع سببه إلى اقتراب موعد صديقتي - سامية - لدى الطبيب .
ولم تزل تطمئنني وتزرع في داخلي دروباً من الأمل ، لكن الموعد والخوف من نتيجته لم يكن السبب .
في اليوم الثالث كنت قد نسيت أمر الرسالة تماماً ،
استيقظت باكراً وانطلقت إلى منزل - سامية - وعندما هممت بالدخول رأيت - أحمد - واقفاً ينتظر في البرد وتحت المطر ،مددت يدي إلى الجرس فتحت سامية الباب لكنها وفي لحظة غضب يخالطها يأس عادت وأغلقته بقوة كرسالة له بأن وجوده غير مرغوب فيه .
انتظرت دقيقة ثم فتحت الباب وكان لايزال هناك ، فرحت والدتها كثيراً حين رأته ، كانت تحبه جداً وتتمنى لو كان ابناً لها .
لن أنسى كيف وبخت ابنتها بعد الحادث حين أخبرتنا بأنها فسخت الخطبة .
-
مضينا إلى المستشفى وقبل دخولي على الطبيب أخبرتهما بأني أريد أن نكون معه لوحدنا .
كنت أعلم بأن الطبيب لن يزيد على كلامه المرة السابقة شيئاً ذا أهمية ، لكن وضع سامية النفسي هو ما كان يهم فكانت تلك هي رسالتي الثانية لأحمد بآن ينصرف .
تفاجأت حين خرجت ووجدته أمامي . عدنا للمنزل اصرت والدتها على أن يدخل لتناول الغداء معنا ففعل . بعد الغداء أعاد حديثه المعهود بأنه لن يتخلى عنها وبأن حبهم أكبر من كل الحوداث ، وأن شكلها لايهمه مهما كان .
لم أدعه يكمل حديثه الذي كانت أمها تطرب له . استأذنت من والدتها وأشرت له بأن يتبعني .
في الخارج طلبت منه التروي لأن كثرة الضغط عليها ستأتي بنتائج عكسية .
-
في المساء كنت على موعد مع - فاطمة - صديقتي الصحفية والتي كانت تأخذ من قصص مرضاي وحوداثهم لتكتب مواضيعها الشيقة .
تحدثنا طويلاً وتعمدت أن لا أخبرها بشأن الرسالة ، وبعد ساعتين انتهت سهرتنا ، ونحن على الباب لمحت طيفاً من بعيد أحسست بأنه يراقبني ،
ودعتها وكلي أمل أن لاتكون قد أحست بشيء ، تعمدت أغلاق الباب وكأني لم أرى أحد ودخلت لأستطلع أمره من النافذة .
وقبل أن أصل للنافذة سمعت طرقات خفيفة على الباب وحين فتحت وجدت الرسالة .
سروري بوصولها أنساني المراقبة لمعرفة من مرسلها، سألتني أمي حين دخلت من بالباب فكذبت بأن - فاطمة - عادت لتخبرني شيئاً .
تسللت إلى غرفتي وفتحت الرسالة .
-
-
يتبع ..
-
اعتراني فضول عظيم لمعرفة بقية تلك الحكاية ، لكن الرسالة توقفت عند ذلك الحد .
لم أنم تلك الليلة أبداً ،لأول مرة منذ أعوام يتسلل شعور غريب إلى قلبي . أحببت سهام أو ربما تعاطفت معه وتمنيت أن لاتكون رسالته وصلتني عن طريق الخطاء .
انتظرت الصباح بلهفة لم أعهدها على أمل معرفة بقية حكايته ، كان حدسي لا يخطئ أبداً وشعرت أنه سيستمر في ارسال حكايته دون انقطاع .
لكن النهار قد انتصف ولم يظهر للرسالة أثر .
وأمي منذ الصباح لاتزال تردد أن الرسالة ظلت وجهتها الصحيحة ليس إلا ، والأجدر بي مواصلة عملي على انتظار ما لن يأتي .
وبالفعل غابت شمس ذلك اليوم ورسالة سهام لم تصل .
كنت متعبة جداً ونمت دون التفكير حتى في حدسي الذي خانني وهو لم يفعل هذا منذ زمن .
وفي الغد كانت أمي تتسائل عن سبب سكوتي الطويل وترجع سببه إلى اقتراب موعد صديقتي - سامية - لدى الطبيب .
ولم تزل تطمئنني وتزرع في داخلي دروباً من الأمل ، لكن الموعد والخوف من نتيجته لم يكن السبب .
في اليوم الثالث كنت قد نسيت أمر الرسالة تماماً ،
استيقظت باكراً وانطلقت إلى منزل - سامية - وعندما هممت بالدخول رأيت - أحمد - واقفاً ينتظر في البرد وتحت المطر ،مددت يدي إلى الجرس فتحت سامية الباب لكنها وفي لحظة غضب يخالطها يأس عادت وأغلقته بقوة كرسالة له بأن وجوده غير مرغوب فيه .
انتظرت دقيقة ثم فتحت الباب وكان لايزال هناك ، فرحت والدتها كثيراً حين رأته ، كانت تحبه جداً وتتمنى لو كان ابناً لها .
لن أنسى كيف وبخت ابنتها بعد الحادث حين أخبرتنا بأنها فسخت الخطبة .
-
مضينا إلى المستشفى وقبل دخولي على الطبيب أخبرتهما بأني أريد أن نكون معه لوحدنا .
كنت أعلم بأن الطبيب لن يزيد على كلامه المرة السابقة شيئاً ذا أهمية ، لكن وضع سامية النفسي هو ما كان يهم فكانت تلك هي رسالتي الثانية لأحمد بآن ينصرف .
تفاجأت حين خرجت ووجدته أمامي . عدنا للمنزل اصرت والدتها على أن يدخل لتناول الغداء معنا ففعل . بعد الغداء أعاد حديثه المعهود بأنه لن يتخلى عنها وبأن حبهم أكبر من كل الحوداث ، وأن شكلها لايهمه مهما كان .
لم أدعه يكمل حديثه الذي كانت أمها تطرب له . استأذنت من والدتها وأشرت له بأن يتبعني .
في الخارج طلبت منه التروي لأن كثرة الضغط عليها ستأتي بنتائج عكسية .
-
في المساء كنت على موعد مع - فاطمة - صديقتي الصحفية والتي كانت تأخذ من قصص مرضاي وحوداثهم لتكتب مواضيعها الشيقة .
تحدثنا طويلاً وتعمدت أن لا أخبرها بشأن الرسالة ، وبعد ساعتين انتهت سهرتنا ، ونحن على الباب لمحت طيفاً من بعيد أحسست بأنه يراقبني ،
ودعتها وكلي أمل أن لاتكون قد أحست بشيء ، تعمدت أغلاق الباب وكأني لم أرى أحد ودخلت لأستطلع أمره من النافذة .
وقبل أن أصل للنافذة سمعت طرقات خفيفة على الباب وحين فتحت وجدت الرسالة .
سروري بوصولها أنساني المراقبة لمعرفة من مرسلها، سألتني أمي حين دخلت من بالباب فكذبت بأن - فاطمة - عادت لتخبرني شيئاً .
تسللت إلى غرفتي وفتحت الرسالة .
-
-
يتبع ..