حياة في الظل .. ٩ }
-
-
اتصل - ثامر - بالشرطة ما أن خرجنا من المنزل رغم أني حاولت ثنيه عن ذلك ، وفي المركز اضطررت إلى تسليم شريط التسجيل الخاص بـ سحر للضابط و رفضت تحرير شكوى ضده وكل ما طلبته هو أن أعرف أين يمكن أن تكون أخته .
وبعدها لحظات تلقيت اتصال من والدتي تخبرني بعودة - سحر - إلى المنزل وأنهما في انتظاري لتناول الغداء ، بعد أن وضحت حالة الدكتور - خالد - للضابط سمح له بالخروج معي بعد أن وقعت على تعهد بصفتي طبيبته والمسؤولة عن حالته .
في الطريق إلى المنزل كان - خالد- شخصاً أخر - وكأنه وصل بر الأمان - كان يبتسم كالأطفال بهدوء وفي ثقه ثم بدأ بالحديث عن قصته :
لم أكن أتخيل أبداً أن بإستطاعة الرجال البكاء بتلك الطريقة حتى رأيته يحملها ودماءها تغطيه ويركض بها كالمجنون في أرجاء المستشفى ، لم أكن أريد قتلها ، هو وضع مسدسه على الطاولة وأنا بحماقة المراهقين صوبته على رأسها فماتت .
سأغيب عن الدنيا ومنظره لا يغيب عن بالي ، بكاؤه اختلط باللعنات والدعاء والترجي والهذيان ، ظل يهذي حتى أغمي عليه .
مع بداية ساعات ذلك الصباح المشؤوم كانت التحقيقات في الحادثة قد بدأت . تم استدعائي لـ التحقيق معي
كانت أسئلة الضابط تافهة ولا طائل من منها مع ذلك لم أستطع التفوة بحرف ولا التفكير في شيء غير
أن ألعن القدر الذي جعلني ابناً لهما .
لم أقتل - أمي - فقط بل قتلت - والدي - أيضاً ، ثم سكت .
-
وصلنا إلى المنزل وتناولنا طعام الغداء ، أخذت والدتي بعيداً عن الأخوة لأترك لهما المجال لتصفية الأمور بينهما والدتي التي تكاد تطير من الجذل ، المسكينة كانت تظن أن الأمور بيني وبين الدكتور في تحسن وأن هذة بداية حياتنا معاً .
بعد أن شربنا الشاي خرجت بصحبة - خالد - كنت أعلم جيداً بأنه لم يكمل حديثه ، فضلت السير على الأقدام لعلمي بأن ذلك يساعد كثيراً على تحرير الأفكار ويسهل خروجها ، لم يطل صمتنا وبدأ في إكمال قصته :
ستنتهي حياتي هنا ' لم أختر أن تبدأ لكن وقد فعلت دون إرادتي فلن أدعها تستمر أكثر .
هذا ماحدثت نفسي به مراراً وقفت مرات عدة على حافة الهاوية ممنياً نفسي بالخلاص من قدر لا يد له فيه .
لكن ذات مرة وبعد أن سحبت أمان المسدس وهممت بالضغط على الزناد كان هناك شيئاً ما ومن بعيد جداً استوقفني ، أتعلمين ماهو ؟!! ، بالطبع لا تعلمين لا أحد منكم يعلم ، كان صوت أمي ، توسلتني أن لا أفعل، بصوتها الرقيق الدافيء تغلبت على الموت .
حتى الأن وبعد أن توفي والدي لم أستطع أنا اسامحه لأنه ترك سلاحه أمامي ليس هذا فقط بل لأنه لم يعاقبني أبداً على العكس لم يتخل عني و بفضل جهوده تغلبت على الخوف
و تحقيقاً لرغبته درست علم النفس وأصبحت طبيباً يشار إليه بالبنان . دفعني لدراسة هذا العلم بغية تخليصي من عقدتي لكنها كانت تكبر وتزداد تعقيداً .
أخذ نفساً عميقاً ثم قال : الشوق إليها مر لكن الأمر منه أنني لا أتذكر منها شيء عدا منظرها وهي تموت والذي لازال يلاحقني ،
غيابها هزمني كثيراً ولم استطع تجاوزه بالرغم من أني ساعدت الكثيرين في التغلب على ماضيهم .
ثم سكت مجدداً ، حينها أمسكت بيده وأخبرته أني سأكون إلى جانبه حتى يتغلب هو الأخر على ذلك الماضي بكل آلامه .
-
-
يتبع ..
-
اتصل - ثامر - بالشرطة ما أن خرجنا من المنزل رغم أني حاولت ثنيه عن ذلك ، وفي المركز اضطررت إلى تسليم شريط التسجيل الخاص بـ سحر للضابط و رفضت تحرير شكوى ضده وكل ما طلبته هو أن أعرف أين يمكن أن تكون أخته .
وبعدها لحظات تلقيت اتصال من والدتي تخبرني بعودة - سحر - إلى المنزل وأنهما في انتظاري لتناول الغداء ، بعد أن وضحت حالة الدكتور - خالد - للضابط سمح له بالخروج معي بعد أن وقعت على تعهد بصفتي طبيبته والمسؤولة عن حالته .
في الطريق إلى المنزل كان - خالد- شخصاً أخر - وكأنه وصل بر الأمان - كان يبتسم كالأطفال بهدوء وفي ثقه ثم بدأ بالحديث عن قصته :
لم أكن أتخيل أبداً أن بإستطاعة الرجال البكاء بتلك الطريقة حتى رأيته يحملها ودماءها تغطيه ويركض بها كالمجنون في أرجاء المستشفى ، لم أكن أريد قتلها ، هو وضع مسدسه على الطاولة وأنا بحماقة المراهقين صوبته على رأسها فماتت .
سأغيب عن الدنيا ومنظره لا يغيب عن بالي ، بكاؤه اختلط باللعنات والدعاء والترجي والهذيان ، ظل يهذي حتى أغمي عليه .
مع بداية ساعات ذلك الصباح المشؤوم كانت التحقيقات في الحادثة قد بدأت . تم استدعائي لـ التحقيق معي
كانت أسئلة الضابط تافهة ولا طائل من منها مع ذلك لم أستطع التفوة بحرف ولا التفكير في شيء غير
أن ألعن القدر الذي جعلني ابناً لهما .
لم أقتل - أمي - فقط بل قتلت - والدي - أيضاً ، ثم سكت .
-
وصلنا إلى المنزل وتناولنا طعام الغداء ، أخذت والدتي بعيداً عن الأخوة لأترك لهما المجال لتصفية الأمور بينهما والدتي التي تكاد تطير من الجذل ، المسكينة كانت تظن أن الأمور بيني وبين الدكتور في تحسن وأن هذة بداية حياتنا معاً .
بعد أن شربنا الشاي خرجت بصحبة - خالد - كنت أعلم جيداً بأنه لم يكمل حديثه ، فضلت السير على الأقدام لعلمي بأن ذلك يساعد كثيراً على تحرير الأفكار ويسهل خروجها ، لم يطل صمتنا وبدأ في إكمال قصته :
ستنتهي حياتي هنا ' لم أختر أن تبدأ لكن وقد فعلت دون إرادتي فلن أدعها تستمر أكثر .
هذا ماحدثت نفسي به مراراً وقفت مرات عدة على حافة الهاوية ممنياً نفسي بالخلاص من قدر لا يد له فيه .
لكن ذات مرة وبعد أن سحبت أمان المسدس وهممت بالضغط على الزناد كان هناك شيئاً ما ومن بعيد جداً استوقفني ، أتعلمين ماهو ؟!! ، بالطبع لا تعلمين لا أحد منكم يعلم ، كان صوت أمي ، توسلتني أن لا أفعل، بصوتها الرقيق الدافيء تغلبت على الموت .
حتى الأن وبعد أن توفي والدي لم أستطع أنا اسامحه لأنه ترك سلاحه أمامي ليس هذا فقط بل لأنه لم يعاقبني أبداً على العكس لم يتخل عني و بفضل جهوده تغلبت على الخوف
و تحقيقاً لرغبته درست علم النفس وأصبحت طبيباً يشار إليه بالبنان . دفعني لدراسة هذا العلم بغية تخليصي من عقدتي لكنها كانت تكبر وتزداد تعقيداً .
أخذ نفساً عميقاً ثم قال : الشوق إليها مر لكن الأمر منه أنني لا أتذكر منها شيء عدا منظرها وهي تموت والذي لازال يلاحقني ،
غيابها هزمني كثيراً ولم استطع تجاوزه بالرغم من أني ساعدت الكثيرين في التغلب على ماضيهم .
ثم سكت مجدداً ، حينها أمسكت بيده وأخبرته أني سأكون إلى جانبه حتى يتغلب هو الأخر على ذلك الماضي بكل آلامه .
-
-
يتبع ..