الثانية؛ ما أقدر أفرض نفسي على الأشخاص.
في أوقات كثيرة أجاهد نفسي، أذكرها، أن الناس ليسوا أنا.
لستُ أنسب الفضل لأحدٍ غير الله على مشاعري الحالية تجاه ذاتي. من بين الأشياء التي أرغب بحمد الله عليها هو أنّه مَنّ عليّ بالفطرةِ السليمة. كفتاةٍ تعيشُ في هذا المجتمع المنغلق، أدركتُ في سنٍ صغيرةٍ جدًا ماذا يعني أن تكون إنسانًا، وماذا يعني أن تكون أنثى -فتاةً، إمرأة أو أيًا يكن!-.
فمذ كنتُ صغيرةً جدًا، أدركتُ القدر الهائل من الأمور اللامنطقية التي نتعامل معها كنساء، الأمور المهينة التي تواجهنا، وحقوقنا المسلوبة قهرًا وظلمًا. ومنذ صغري استنكرتُ الحياة المقرفة التي نعيشها كنساء، أعتقد أن الرغبةَ في العيش حياةً كريمة، والرغبة في الحرية شيءٌ يولد معنا، حتى إن عشنا دائمً مقيدين ومظلومين، ففي نهاية المطاف أرواحنا مفطورةٌ على الحرية، وتتيقظ تلك الفطرة حالما نقيّد ونسيّر دون وجه حق.
أهلًا
أشعر بالضجر والوحدة في هذه الليلة، وكالأيام الخوالي أصبحت أسهر الليل وحيدة، وحيدة تمامًا في الظلام الدامس، وهذا ذكرني عندما كتبت مرةً أنني، حين ينام جميع من في المنزل وأبقى مستيقظةً لوحدي، أشعر بأن حجم البيت يتضخم وبأن جدرانه تطول وبأن حجمي يتقلص لأغرق وحيدةً في ظلام الليل الدامس.
ولكن ليس هذا حديثي لهذه الليلة، فالحديث عن مشاعر الوحدةِ، وعن كم أن البحث عن صديقٍ أثرثر له عن أمورٍ لا تهم، حديثٌ منهكٌ للروح وباعثٌ للكآبة. وبصراحة، فإني لا أملك الحق في الضجر من الوحدةِ اللي اخترتها بإرادتي التامة، لم أبذل جهدًا في بناء أي علاقةٍ لذلك لن أتذمّر وأتسخط من لحظات الوحدةِ هذه.
لكن ما أريد قوله هذه الليلة أنني أرغب في الثرثرة، عن أمورٍ لا تهم أيّ أحد ولكنها أمورٌ قد تفضح مشاعري وأفكاري، وبالنسبةِ لشخصٍ منعزلٍ صعب المراس مثلي فإن كشف الستار عن فكرتي وشعوري لهو أمرٌ مرعبٌ يصيبني بعدم الراحة، وفي أحيانٍ يصيبني بنوباتِ الهلع. هل أنا أبالغ؟ لا طبعًا، إن ما أحتفظ به في داخلي، وأقدّره وأثمّنه، لا يجب أن يكون في متناول الكل. فعوضًا عن التحدث عن شعوري الحالي الحقيقي، فسأبدأ بالثرثرةِ عن النكات الدارجةِ مع الغرباء، مستخدمةً رموزًا تعبيرية -إيموجيز- سخيفةً ودارجة، ومصطلحاتٍ مبتذلةً جامدةً وباردة، فهذا ما يستحقه عامّة الناس الذين لا يعنون أي شيءٍ بالنسبةِ لي. أما الحديث مع الأقربون فهو حديثٌ صادقٌ وعذبٌ ومختارٌ بعناية، مليءٌ بالصور المجازية، وبالاصطلاحات البلاغية.
حاولتُ شرح مشاعري كثيرًا في منصة تويتر دون أن أفضح ذاتي، ولكنني فشلت، وقررت أن آتي إلى هذه المنصةِ المهجورة، حيثُ لا أحد يتذكرني بعد الآن إلا عددٌ من الناس -الأعزاء-، وهم في مقدورهم أن يطلّعوا على فضحي لمشاعري، أما عدد الغرباء في منصةِ تويتر غير مرغوب به.
على أيّ حال، ضمن كل ثرثراتي التي تهم، أريدُ أن أتحدث عن نفسي، وهذا الموضوع بالذات لن يهم أحدًا، وهو الأكثر ضجرًا من بين كل المواضيع الذي أريد أن أتحدث عنها، ولكنّي سأتحدث على أيّ حال.
لطالما أحببتُ نفسي بصراحة، أحيانًا أحببتها بطريقةٍ مَرَضِيةٍ جنونية، وأحيانًا أحببتها بطريقةٍ خجولةٍ وصامتة، وأحيانًا، أو بالأصح هذه الأيام، أنا أحبها بطريقةٍ سليمةٍ ومتزنة، والسبب يرجع في أنني أثق بها، حمدًا لله، هو من ساعدني على الثقةِ بهذه الذات الناقصةِ الضعيفة،View more
Introvert
Well😅😅😅................
آمين يارب🖤🖤🖤
هههههههههه ما أحبه مرة مرة😭 بس أمي كانت تناديني فيه، أحبه بس لما هي تقوله😔
Unfortunately yes
لأنه خطأ