@sokar23

إيـمۭــٰانۨ

شاركنا قصة قصيرة تشعرك بالنوستالجيا (الحنين إلى الماضي):

كان يوم ثُلاثاء عاديًا حينها..
أشرقت الشمس ومعها كان استيقاظي وفي نشاط بدأتُ يومي ومذاكرتي -كنت وقتها في الصف الثالث الثانوي- حتى ظهر اليوم ثم ساعدت أمي في بعض الأعمال وقبيل العصر كانت خالتيّ عندنا في زيادة ولكن تركتهنّ لأجل ذهابي لحصصي الدراسية في المساء ولم أتوقع أن ينقلب يومي مع حلول المساء..
أتذكر ما حدث في درس اللغة الفرنسية جيدًا فلقد كانت الأستاذ مستاءًا على تقصير بعض الطلاب في مذاكرتهم وظل ينصحهم كثيرًا وأن هذه السنة مهمة لنا، وبعد انصراف الطلاب لا أنسى نظرة الحزن في عينيّه أبدًا حتى الآن وهذا ألمني بشدة حينها مما جعلني أسرع في العودة للبيت ولقد كانت الصدمة في انتظاري ..
كان شارع بيتنا مظلما رغم أنها التاسعة مساءًا، ضغطت على جرس باب البيت ولم يجيبني أحد فصرت أنادي على إخوتي ولكن لا حياة لمن تنادى!
ثم سمعت ابنة خالتي تناديني من البيت المجاور لنا أن أذهب لها، ذهبت لها -ويا ليتني لم أذهب- رأيت أخي الصغير نائم في حضنها والدموع تنساب على خذيها مما جعلني أفزع ..
سألتها: "ماذا حدث؟!"
قالت: "لقد مات جدي"..
كانت صدمتي شديدة حتى أنني سألتها "من مات؟" عدة مرات وإجابتها كما هي "لقد مات جدك إبراهيم" ..!
لم تتحملني قدمي وجلست مكاني أبكي ولا يمكنني التصديق أن جدي قد مات!
أخبرتني أمي في اليوم التالي أن جدي مات قبل المغرب وصلوا عليه في المسجد بعد العشاء..
لقد رحل وأنا لم أره وما زلت أتألم لأنهم لم يتصلوا بي ويخبروني بأي شيء!
لقد مات حقًا حينها لكنه ما زال حيًّا في قلبي ..
ما زالت ذكراه في قلبي تنبض ..
لقد اشتقت إليه وهذا حنين لا ينتهي .."(
Liked by: Ahmed Hamdy

Language: English