أخبرونى أننى اقترفت آثام عظيمة كان من شأنها أن تدفعهم جميعا أن يكنون سخطا وكرها بالغ لى ولكنى توقفت منذ زمن محاولة تغيير قناعة الآخرين عنى حتى لو كانت مزيفة، وارتأيت بدلا من بذل الجهد لتصويب خطأ قناعتهم أن أقدم لهم كل شئ أملكه ملئ بالخير حتى يدركون أننى لست بهذا القبح والدنس الذى يؤمنون به فى أعماقهم ولكن محاولاتى تذرع بالفشل وعبثا ماحاولت.. يخيل إلى أنى الشيطان المطرود من السماء حتى وإن كنت أحمل نور فى أعماقى.
كنت أخشى من أفكارى للحد الذى بات لدى يقين أنى معتل نفسى ، كانت تراودني هواجس تؤرق مزاجى وتساورنى بالبؤس فأعنف نفسى واوبخنى ، لماذا أفترض أسوء الإحتمالات وأشدها شؤم ؟ مما يجلب على قلبى عذاب أليم .. ثم أجبر نفسى على التخلى عن تلك الهواجس الباعثة للإكتئاب القاسى والتى أستبق آوان حدوثها لأن الوقت وحده يصدر الضياء على مايكتنفه الظلام والغيب من الأسرار المخبئة.. ولكن الشئ الإيجابى والمثمر فى تنبؤ المصائب هو الوقوع تحت إثر عذاب وطأتها قبل حدوثها وحينئذ عندما يكون التكهن السوداويا متجسدا فى الواقع لن يحزنك وقوعه ستكون محصنا معافيا منه.
_هل تحب الأوهام؟ =لا أؤمن بها ! =أنت تحب الأوهام وتبثها بعزيمة فى عقول الآخرين !! لماذا تقنعهم بجمالية الحياة ؟ كيف ترجوهم أن يتغاضوا عن هذا التشوه والخراب الفاضح الذى يملؤ الدنيا.. أنك مجرم سافل حين تدعوهم للتفاؤل وأنت ترى التصدع فى سقف جدران الأمل والظلام الحالك فى الغد.. أنظر إلى وجوههم البائسة أنظر ، إنهم تعساء بأملهم فى غد مشرق يا لك من متفائل أحمق !!