بقلمي :في يوم من الأيام كنت مستلقيا على السرير فبدأت بالتفكير في هذا الكون الكبير فتخيلت أني رأيت شيئا فقلت : ما هذا؟ أهذا كوكب ، أهذا نجم ،أم فقط صاروخ يطير ثم نمت ، وفي الصباح الباكر قمت واغتسلت وبدأت بالمسير ذاهبا إلى شارع مليء بالمزارع والبساتين ، وعندما اقتربت ، إذا بي أري بعير فقلت له ما بك حزين هكذا؟ قال إني أرى نفسي كالحمير قلت : لماذا؟ فأجاب : كل يوم يضعون الكثير من البضائع فوقي لأوصلها بوقت قصير لمكان بعيد و مرير فعلمت سبب حزنه ، ولم أستطع تقديم شيء له ، قليلا كان او كثير فأكملت طريقي فإذ بي أرى رجلا قصير فتوقفت قليلا وسألته ما بك؟ قال يعاملني الناس كالصغير وهم لا يعلمون أني كبير فقلت : لا تهتم فما نفع الطويل إذا كان ذو عقل صغير فافخر إذا كنت قصيرا وذو عقل كبير فشكرني وقال : إنه فعلا عالم حقير فتركته بابتسامة على وجهي وتابعت المسير فرأيت رجالا يحملون فوقهم أكياس القمح والشعير وعلى وجوههم الإعياء والتعب الشديدين فتذكرت ذاك البعير فأكملت طريقي وفي قلبي حزن وألم كثير فعدت إلى البيت حزينا وكتبت هذا المقال القصير عن هذا العالم الشرير وما يحصل فيه من واقع مرير لتعيشوا معي احداث هذه الدنيا بوقتها القصير وتذكروا أن الله سميع بصير ، الذي هو بكل شيء عليم ، وعلى كل شيء قدير.