#التعلم

"الحمقى بشكل عام خطرون للغاية، لأنهم يتخذون قرارات متهورة دون تفكير في العواقب. يسيرون على نهج القوة دون حكمة، ويعتمدون على غرورهم بدلاً من المعرفة. يتصرفون وكأنهم يعرفون كل شيء، لكن في الحقيقة هم يعانون من جهل عميق. وما يجعلهم أكثر خطورة هو عدم قدرتهم على التعلم من أخطائهم، إذ يكررون نفس السلوكيات التي تؤدي إلى الفشل، معتقدين أن الحظ أو الظروف ستكون إلى جانبهم في النهاية. هم خطرون ليس فقط على أنفسهم، ولكن على كل من حولهم، لأن قراراتهم وأفعالهم تخلق فوضى لا يمكن التنبؤ بها. هؤلاء الناس يملكون قدرة غريبة على تدمير ما هو جيد وصحيح، لأنهم يفتقرون إلى البصيرة والحكمة التي تمكنهم من فهم الأمور على حقيقتها.

---

الحمقى يسببون الألم والإحباط لمن حولهم، لأنهم لا يستطيعون رؤية الأمور من منظور آخر ولا يملكون القدرة على التعاطف مع الآخرين. هم يعيشون في عالم ضيق، يحيطهم غرورهم وأنانيتهم، غير قادرين على رؤية الحقائق الواضحة أو الاعتراف بأخطائهم. إنهم خطرون لأنهم في نهاية المطاف، يدفعون الآخرين إلى التحمل أو المواجهة، مما يؤدي إلى المزيد من الصراع والانقسام. ومن الغريب أن الحمقى نادراً ما يدركون مدى خطورتهم

---

خالد السعدي

View more

٤)
عن أي شيء نتحدث الآن؟
نظَر شخصي الخيالي للأفق أمامه، وحكّ رأسه، وهو يضيّق عينيه ثم بعد فترة قال:
كنتِ تقولين شيئا اليوم عن التجارب والعمر ومن هذا القبيل

---

أجبته قائلة: أجل، تقصد ما جال بخاطري اليوم، حسنا، دعني أفسّره، اليوم أدركت أنه لا بأس بأن نُخطِئ، لا يهم، هل يجري وراءنا أحد؟، هل علينا دائما أن نكون ناجحين!، إنها حياتنا نحن، ولا بأس بأن نخسر، أن نُخطِئ، لا أحد يجري بعصا مثلا وراءنا، ولسنا مطالبين دوما أن نكون مثاليين، ما الذي سنخسره؟، ومن قال أننا يجب أن نكون من نخبة وصفوة الناجحين في هذا العالم؟!، ألا يكفي أن نعيش حياتنا لأنها حياتنا نحن، دون مقارنات، دون خيالات خاطِئة عن النجاح المثالي!، دون ركض لحصد مراتب عالية أو مكانة ما!..

---

لقد عِشت حياتي كلها كفتاة نجيبة مجتهدة تحصد درجات عالية وفكرة الخطأ أو الاخفاق غير واردة، ركض، ركض، ركض حتى يومي هذا وأنا أركض، إلا للأسف في صراعاتي مع نفسي وهواي ومحاولة تهذيبي وتزكية روحي، كانت محاولاتي تُشبه الصعود للجبل والسقوط منه، صعود وسقوط، وأتكسّر، أتحطّم، لأعود لألملم أشلائي وأصعد من جديد، أحيانا ألملم نفسي وأشلائي بسرعة، وأحيانا أحتضن الأرض حتى أكاد أتسرب من بين شقوقها، ويختفي من تفكيري فكرة المحاولة مجددا، لكني بعد مدة تطول أو تقصُر أعود الكرة والمحاولة من جديد!، وهكذا، لذا تجدني مثلا أشبه مزهرية ورد محطمة لكن صاحبها أعاد جمعها من جديد والصاق قطعها فخرجت بشكل جميل، أجمل من شكلها قبل أن تتحطم حتى!.

---

لقد تعبت الركض، هذا ما يعتريني، أريد التوقف، ولا يهمني الخسارة، أنا التي كنت أرتعد من فكرة الخسارة، لذا حتى مع نفسي كنت أحاول آلاف المرات، حتى لو فشلت كنت أعيد الكرة ولو بعد حين، أما الآن أريد ارخاء يدي من كل شيء في هذه الدنيا، إلا من محاولاتي لتزكية نفسي وداخلي، أما العمل، المناصب، الدرجات العلمية، وغيرها، حتى حب الآخرين، فأريد ارخاء يدي بمنتهى الهدوء..

---

أتعرف في بعض الأحيان ونحن نسعى في طرقات الحياة يهمنا النجاح أكثر من التعلم!، مثلا قد نهتم بحصد درجات دراسية بقدر كبير جدا لكننا لا نهتم بفكرة التعلم في حد ذاتها، هل تعلمنا شيء مما ندرس أم لا!، يهمنا النجاح أكثر من اهتمامنا هل تلك التجارب علمتنا شيء أم لا!، الآن أريد ارخاء يدي من فكرة النجاح والركض، لأبدأ بفكرة التعلم!، وعلى الرغم من أن طاقتي تساوي صفرا كبيرا، وأني غير مستعدة

View more

١)
تعتريني رغبة بالكتابة كتلك الرغبة بالبكاء، أقول لنفسي لا يهم، دعينا ننام، ثم سنستيقظ في الغد لنبحث عن أمل جديد، وكل هزائم الأمس وخيباته ستكون طي النسيان، سنستيقظ كما لو كنا طفلا لا يعرف من خيبات الحياة شيء، ولا يُدرك معنى الهزائم، غير أنه مُصرّ ومُثابر ولا يوقِفه شيء، ولا تهزمه عثرة!، يواصل السير متعكزًا على كل شيء، حتى يجري يومًا في طرقات الحياة كطير حُر خفيف!.

---

لكني أدرك أنه شتان بيني وبين ذلك الطفل الذي أرجو أن أعود إليه، لكن لا بأس، عندما أنام ستتساقط كل الأشياء من رأسي، تهوي بعمق في قلب الأرض أو حتى أبعد كثيرا، ربما في آخر نقطة من الأرض!، هذا ما أرجوه، أهٍ منّي ومن رجائي الكثير لأشياء كثيرة!، أهٍ من أمنياتي!.

---

ها أنا ذا أُلبّي صوت الكتابة فيّ، فهل سأستريح؟، ما أنشده الآن هو سكب عقلي على الورق، افراغ داخلي منّي، وانهاك جسدي حدّ الاعياء والسقوط عميقا في النوم، هذا ما أريد فعله.. لكن، هل توافقني الكلمات؟، هل تُعبّر عما يجول ويصول بي؟، أم سأقف مشتته غير قادرة على الوصف والشرح!، أو عاجزة عن معرفة كيف أقوم بلمّ فوضى أفكاري وتهذيبها وصياغتها في كلمات مفهومة!، دون أن أخدش روحي بالحديث عما يؤلمها، دون أن أضع نفسي على كفي لعل أحد يلتقطها فلا أجد شيئا سوى كفوف تضرب يديّ لتسقط روحي أرضا، وأسقط كلّي دون أن يعبأ أحد بقراءة ما أكتب، وبفهم ما يؤلمني!.. لا بأس!.

---

تدور الأيام، وأشعر أنّي سخيفة، خصيصًا في أمور عدّة، ولست أفهم لماذا لا يمكنني أن أتعلم درسًا واحدًا، واحدًا فقط!، تدور الحياة وتدور ولا أستطيع التعلم!، ما بالي وهذا الغباء الدّبِق وكأنه يلازم عقلي، ما بالي والوهم الذي يصوّر لي أشياءًا على غير حقيقتها؟!، متي سيتعلم المرء، متي؟.. متي؟!.

---

تُعييني الأسئلة، تُمرضُني الظنون، ويُرهقني ما أمرّ به من أمل وإحباط، كلاهما يُرهقني، كلاهما يستنفذني!..
ألا تنتشلني يدٌ مما أنا فيه؟!
هذا الأمل الزائف!..
من سيقترب من كتلة الفوضى وتعقيد والاحباط التي أصبحت عليها؟!، حتى أنا أهرب منّي!...
حتى أنا أهرب منّي..
حتى أنا!..
حتى أنا.

View more