#المطر

-

---

ماذا لو أننا نرى الدُنيا بأعينِ الأطفال؟
نقعُ بالحبِ بُحلوِ الكلمِ والفعل، بدون أن يُضحي الأخرين بأنفسهم لأجلنا، لو أن أكبر أحلامنا تلك الأُرجوحة، تلك اللعبة القريبة منا للغاية، لكن زجاجُ المحلِ وصاحبهُ المُسنُ ذو النظرةِ الغاضبة هما العائقُ الأكبر لنا،لو كان سبب سهرنا الوحيدُ رؤيةَ نجمة، وإن رأيناها نخشى النوم بدون عد النجوم الأُخرى..

---

ماذا لو كان شجارنا يبدأُ بعضة، وينتهي بحلوى؟لو كان تفكيرنا الكثير عن كذبةٍِ مُقنعة نقولها لنغيبَ عن أكبر مشاكلنا وهي المدرسة، بدلًا عن القهوة والمنوماتِ ننامُ من قِصةٍ قبل سماعِ نهايتها تفوزُ أصواتُ أُمهاتنا الدافئة على عنادِ أعيننا فتغفو، وتُقبلنا أشعةُ الشمسِ عند كل شُروق..

---

نسيرُ للمدرسةِ مخبئين كفوفنا داخل كفوفِ أبائنا الكبيرة الحنونة، لو كانت أسوءُ أفعالنا تناولَ الكوكيز مع الشاي سِرًا لأن الكبار يظنون أن الحليب للصغار فحسب، لو أننا كُنا بسيطين لدرجة أن نُعانقُ كل حزينٍ لا نعرفه، ونرى أن السعادة تتضاعف إن كانت للجميع ومع الجميع..

---

لو أننا أطفال، نظنُ أننا الأغنى على الإطلاق لمجردِ أننا نملكُ خمسة قُروش، واحدة نشتري بها منزلًا وأخرى لسيارة فاخرة، والباقي للمثلجات ولمساعدةِ العائلة وتقاسمها مع الأصدقاء..

---

نتركُ المثاليات والترهاتِ ولا نخجلُ ان اتسخت أناملنا الصغيرة بالطينِ ولا إن تبللنا بملوحة الشاطئِ وبعثرتِ الرياحُ خصلاتِ شعرنا، مع ادراكنا أننا سنمرضُ إن رقصنا تحت المطرِ الباردِ لكننا على يقين أنه لن يطول، فسيجعلُ الرحمنُ كل شيءٍ بخيرٍ على حالٍ والحمدُ لله..

View more