سؤال الليلة يقول: لو أردت أن تهدي هدية لمن تكون؟ وماذا يكون وصفها؟
محمد سمير (تايسون) صيف ٢٠٠٨..
نجتمع في الشارع بعد الغداء في الإجازة الصيفية أنا ومانو وچيمي وأحمد دولفين، وصديقنا الجديد (تايسون).. بعد أن نجتمع نتوجه معا إلى ملعب كرة القدم.
في ذلك الوقت كان عبارة عن أرض رماية مليئة بالحصى الصغير، كنا نلعب كرة القدم بكل ما أوتينا من قوة وحب وشغف، كل منا يأخذ لنفسه اسم لاعب كرة قدم يحبه.
لكن تايسون اختار اسم الملاكم العالمي (تايسون) ومن وقتها التصق به الاسم.. كانت أعمارنا متقاربة أكبرنا لم يتجاوز السادسة عشر، وأصغرنا كان في الثانية عشر تقريبا !
تايسون كان أكبرنا حجما وأكثرنا سمرة وأكثرنا قوة، كان جسده كجسد المحارب الروماني كثير العضلات، عندما تأتي مجموعة من الصبيان من نفس أعمارنا للشجار كنا نصدر لهم تايسون فيخافون من حجمه الكبير وسمرة وجهه، فيهربون سريعا، وعندما نلعب مع فرق من أحياء أخرى كنا نأخذ تايسون ليلعب معنا، كان أكثرنا سرعة ومهارة بالكرة.. وأكثرنا طيبة وخير ونقاء !
أقسم بأنه كان يملك قلب العصافير، لم يكن يحمل في داخله أي مشاعر خبيثة منذ ولد، بل كان محب لكل الناس الصالح والطالح، كان يتسامح كثيرا في حقه، وينسى أي إساءة توجهت له من أي شخص..
كل يوم كنا نجتمع في شارعنا للعب كرة القدم، وإذا جاء يوم لم تجتمع الصحبة كلها نجلس في أحد الأركان في شارعنا نراقب المارة بملل وحسرة على يوم لم نلعب فيه كرة القدم !
كبرنا سريعا وفرقت بيننا الأيام والسبل.. ضاعت أخبارنا عن بعضنا، لكن كانت الصدفة تجمع بيننا من حين لآخر، وهذا ما حدث معي أنا وتايسون، منذ أسبوع واحد فقط تقابلنا وجلسنا سويا في مقهى العم إيهاب.
تغير تايسون كثيرا.. نمت لحيته، وتركت الأرض بصمتها من أثر السجود لرب العزة، وأصبح أكثر هدوء وطيبة ونقاء من ذي قبل !
سألته ماذا تفعل هذه الأيام؟
قال: أحضر دروس العلم هنا وهناك.. أنت تعرفني أنا كنت أكثركم حرصا على تحصيل العلم.
لم أندهش فكان محقا، فقط تبسمت !
قال: أريد أن أتعلم اللغة العربية لتساعدني على دراسة علم التفسير.
فقلت: من عيوني يا مولانا سأحضر لك ما أستطيع من كتب تفيدك في ذلك الدرب.
انتهى اللقاء سريعا أكثر مما ينبغي، وغادر تايسون الدنيا كلها ولم يغادر المقهى فقط.. غادر ولم أحضر له ما طلبه مني وما وعدته به !
غادر تايسون إلى جوار ربه كما تمنى كثيرا ونحن صغار.. غادرنا وهو يصلي.
إن لله وإن اليه راجعون.
نجتمع في الشارع بعد الغداء في الإجازة الصيفية أنا ومانو وچيمي وأحمد دولفين، وصديقنا الجديد (تايسون).. بعد أن نجتمع نتوجه معا إلى ملعب كرة القدم.
في ذلك الوقت كان عبارة عن أرض رماية مليئة بالحصى الصغير، كنا نلعب كرة القدم بكل ما أوتينا من قوة وحب وشغف، كل منا يأخذ لنفسه اسم لاعب كرة قدم يحبه.
لكن تايسون اختار اسم الملاكم العالمي (تايسون) ومن وقتها التصق به الاسم.. كانت أعمارنا متقاربة أكبرنا لم يتجاوز السادسة عشر، وأصغرنا كان في الثانية عشر تقريبا !
تايسون كان أكبرنا حجما وأكثرنا سمرة وأكثرنا قوة، كان جسده كجسد المحارب الروماني كثير العضلات، عندما تأتي مجموعة من الصبيان من نفس أعمارنا للشجار كنا نصدر لهم تايسون فيخافون من حجمه الكبير وسمرة وجهه، فيهربون سريعا، وعندما نلعب مع فرق من أحياء أخرى كنا نأخذ تايسون ليلعب معنا، كان أكثرنا سرعة ومهارة بالكرة.. وأكثرنا طيبة وخير ونقاء !
أقسم بأنه كان يملك قلب العصافير، لم يكن يحمل في داخله أي مشاعر خبيثة منذ ولد، بل كان محب لكل الناس الصالح والطالح، كان يتسامح كثيرا في حقه، وينسى أي إساءة توجهت له من أي شخص..
كل يوم كنا نجتمع في شارعنا للعب كرة القدم، وإذا جاء يوم لم تجتمع الصحبة كلها نجلس في أحد الأركان في شارعنا نراقب المارة بملل وحسرة على يوم لم نلعب فيه كرة القدم !
كبرنا سريعا وفرقت بيننا الأيام والسبل.. ضاعت أخبارنا عن بعضنا، لكن كانت الصدفة تجمع بيننا من حين لآخر، وهذا ما حدث معي أنا وتايسون، منذ أسبوع واحد فقط تقابلنا وجلسنا سويا في مقهى العم إيهاب.
تغير تايسون كثيرا.. نمت لحيته، وتركت الأرض بصمتها من أثر السجود لرب العزة، وأصبح أكثر هدوء وطيبة ونقاء من ذي قبل !
سألته ماذا تفعل هذه الأيام؟
قال: أحضر دروس العلم هنا وهناك.. أنت تعرفني أنا كنت أكثركم حرصا على تحصيل العلم.
لم أندهش فكان محقا، فقط تبسمت !
قال: أريد أن أتعلم اللغة العربية لتساعدني على دراسة علم التفسير.
فقلت: من عيوني يا مولانا سأحضر لك ما أستطيع من كتب تفيدك في ذلك الدرب.
انتهى اللقاء سريعا أكثر مما ينبغي، وغادر تايسون الدنيا كلها ولم يغادر المقهى فقط.. غادر ولم أحضر له ما طلبه مني وما وعدته به !
غادر تايسون إلى جوار ربه كما تمنى كثيرا ونحن صغار.. غادرنا وهو يصلي.
إن لله وإن اليه راجعون.