اِقترح لي كتاباً يفيدني. حبذا لو كان في صنف التاريخ والسير أو علوم النفس.
"لو سئُلت عن أعظم كتابٍ عربيٍّ صدر في القرن الرابع عشر الهجري، لقلت دونما تردد: إنه (الأعلام) للزِّركلي رحمه الله" [عبد العزيز الرفاعي].كتاب (دراسات في النفس الإنسانية) للشيخ / محمد قطب
"لا يوجد شيء اسمه سلكت هذا الطريق ولا استطيع تغييره! كل طريق يوجد به منعطفات ومخارج، صحيح قد تدفع ثمن تغيير مسارك غالياً ولكنه أقل بكثير مما ينتظرك في نهاية طريقك !!."
"جاء في عيون الأخبار عن أحد المحدثين: “ماملت قط إلى شيءٍ بقلبي إلا فُجعت به.” والقلوب إذ تميل فإنما تحني عودها حتى تأمن وتسكُن، غير أن كل ميلٍ تعقبه كسرة، فانتصبوا."
ما نعيشه اليوم من تسلط الظالمين وقهرهم لعباد الله، ثم التأمل في وعيد الله لمن كانت هذه حاله، أمر يدعو للإشفاق عليهم والله! يقول تعالى:"ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار، مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء .. "يقول سيد قطب رحمه الله:"والرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يحسب الله غافلا عما يعمل الظالمون. ولكن ظاهر الأمر يبدو هكذا لبعض من يرون الظالمين يتمتعون، ويسمع بوعيد الله، ثم لا يراه واقعا بهم في هذه الحياة الدنيا. فهذه الصيغة تكشف عن الأجل المضروب لأخذهم الأخذة الأخيرة، التي لا إمهال بعدها. ولا فكاك منها. أخذهم في اليوم العصيب الذي تشخص فيه الأبصار من الفزع والهلع، فتظل مفتوحة مبهوتة مذهولة، مأخوذة بالهول لا تطرف ولا تتحرك. ثم يرسم مشهدا للقوم في زحمة الهول.. مشهدهم مسرعين لا يلوون على شيء، ولا يلتفتون إلى شيء. رافعين رؤوسهم لا عن إرادة ولكنها مشدودة لا يملكون لها حراكا. يمتد بصرهم إلى ما يشاهدون من الرعب فلا يطرف ولا يرتد إليهم. وقلوبهم من الفزع خاوية خالية لا تضم شيئا يعونه أو يحفظونه أو يتذكرونه، فهي هواء خواء.. هذا هو اليوم الذي يؤخرهم الله إليه. حيث يقفون هذا الموقف، ويعانون هذا الرعب."
أنا لا أفتي، ثم إن الأمر أوسع من أن تحيطه بسؤال عام بهذه الصفة، الذي أنصحك به هو أن تتقصى عمل المنظمة الخيرية التي تعنيك، تنظر إلى أحوال أهلها، طبيعة وحجم الاختلاط، ضرورته أصلا، ثم تنقل هذا الكلام كله لشيخ ثقة فيفتيك .. لأن الصور متعددة وقد تكون بعضها حقا أو باطلا في مجملها، وقد تشوب بعض الصور شوائب .. وفي كل الأحوال لن يفتيك فيها إلا رجل عالم تثق في علمه وديانته.
يعلم أن حلالها حساب وحرامها عقاب، وينظر في أحوال من رضيها دارا كيف غدرت به وأذاقته الذل والهوان، ثم يعمل بمقتضى ذلك: يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ويتخلى عن كل ما يعيقه نحو هدفه، يمر الدرهم المضروب على صرته ثم لا يلبث أن يخرج منها منطلقا، وهو غير آسف عليه .. والزهد ليس فقدان الشغف، بالعكس؛ الزاهد شغوف .. لكن شغفه شأن آخر ..
لا وجود لشيء اسمه حظ حسن وآخر سيء، إنما هي أقدار يمتحننا الله بها، لا تصلح حياة الإنسان إلا إذا أصلح نيته وأخلص عبادته وطلب العون والخيرة من الله في كل حال وزهد في الدنيا ورغب في الآخرة، فحينئذ يعرف يقينا أن قضاء الله كله خير..!
"فلما اجتمعوا له أتاه سعد ، فقال : قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار ، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : يا معشر الأنصار : ما قالة ، بلغتني عنكم ، وجدة وجدتموها علي في أنفسكم ؟ ألم آتكم ضلالا فهداكم الله ، وعالة فأغناكم الله ، وأعداء فألف الله بين قلوبكم قالوا : بلى ، الله ورسوله أمن وأفضل . ثم قال : ألا تجيبونني يا معشرالأنصار ؟ قالوا : بماذا نجيبك يا رسول الله ؟ لله ولرسوله المن والفضل . قال صلى الله عليه وسلم : أما والله لو شئتم لقلتم ، فلصدقتم ولصدقتم : أتيتنا مكذبا فصدقناك ، ومخذولا فنصرناك ، وطريدا فآويناك ، وعائلا فآسيناك . أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا . ووكلتكم إلى إسلامكم ، ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟ فوالذي نفس محمد بيده ، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا ، لسلكت شعب الأنصار . اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار . وأبناء أبناء الأنصار . قال : فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم ، وقالوا : رضينا برسول الله قسما ، وحظا . ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتفرقوا"
هل تتصور معنى أن تكون ذكرياتك التليدة، التي ساهمت بقوة في صنعك، الغالية على قلبك، معرضة للاستبدال بذكرياتك الجديدة مع شخص واحد! شخص -هو كل الدنيا بالنسبة لك- غير لك معنى كل شيء، فما صرت تعرف للأزمنة ولا الأمكنة ما كنت تعرفه لها قبل هذا الشخص..