مهما قلتُ من كلامٍ أظنّه مُواسٍ إلا أنني حتمًا أدركتُ أن قمّة الضعف والهشاشة أن نقول لأحدهم: أنا معك .. طينٌ يأوي إلى طين ! كل يومٍ أعي أكثر أنّ في القلبِ شعثًا لا يلمّهُ إلّا الله وفي الفؤاد جرحٌ لا يُطيّبه إلّا الله وفي الحلق حديثٌ لا يسمعه إلّا الله، لا مواساةُ رفقةٍ ولا قُرب إخوة ولا اِلتِمامُ صحابٍ بقادرٍ على جبر كسرٍ أو سدّ ثغرةٍ عدا الله .. أدركتُ كم نكون كاذبين إن قُلنا لأحدهم أننا باقون بالجوار وأننا لن نغيب ! لا أحد سوى الله الذي لا يغيب حين تنام عيونُ الصّحاب وتغفو أهدابُ الأحبة عن جرحٍ طفيف، طفيف جدًا لكن لذعته موجعة. أدركتُ القوّة التي تكتنزها مقولة: الله معك الله معك .. وأقولها لكَ بذات الإيمان الكامل أن لا جابر إلّا هو فـ الله معك ..
بعد 3 سنين بالجامعة سألت حالي هالسؤال، شو هو أكثر شي صعب فيها؟ ولما فكرت منيح لقيت إجابة غريبة فعلًا !! ما كان الجواب هو الدراسة ولا الامتحانات ولا المواصلات ولا الزحمة ولا الصحوة بدري ولا تكوين صداقات جديدة ومقابلتك لناس غريبة، رغم إنه هاد شي "صعب" برضو وجدًا .. لكن الأصعب إنك تضل محافظ على مبادئك اللي دخلت فيها ع الجامعة، مبادئك بلبسك، بطريقة كلامك، بتعاملك مع الناس، بتفكيرك، مبادئك بإنك ما تتخلى عن أخلاقك ولا تحت أي ظرف كان .. الأهم إنه تغيرات العالم حواليك ما تنسيك ثباتك، وقيمك وقيمتك ومين أنت كشخصية، أنت اللي تعودت تجدد العهد دايمًا أن تسلك طريق اللّٰه وما تحيد عنه ..