كنت أحس بالتعاسة ، كنت أعيش صخب تدمير الذات ، وفي الوقت الذي كان أصدقائي فيه ينظرون إلىّ كقائدة وزميلة ظريفة وحادة الذكاء ، إلا أنني في أعماق نفسي كنت حزينة.
هيَ كاذبة ، تبتسمُ طوال اليوم ، تحاول ملء الفراغ بداخلها ، تمرّ بفترة إرهاقٍ شديد ، لا أحد بجانبها ، تواسي الجميع دائماً ولا أحد يواسيها ، تردد دائماً أنها بخير رغم أنها ليست كذلك ، تبكي بالخفاء ، لا تتحدث عما تشعر به ، كتومة بداخلها عاصفة تتمنى لو أن أحداً يشعر بها.
لم تكن كراهية ما أشعر به بل الحُب المميت، الحب المُفضي إلى استحالة أن نتحدث معاً لدقيقة كما كنّا نفعل سابقاً، إلى اندثار النكات التي كانت تُضحكنا، وتحوّل العاطفة التي سرت بيننا إلى ذكرى تأبى أن تُغادرني.