«اللهم إنك عفو..»أسألك لأنك العفوّ، لا لكوني مستحقًا لعفوك.. أسألك لأنك العفوّ، وعافية الدنيا والآخرة فرعٌ عن عفوك.. أسألك لأنك العفوّ، وأبواب الأنس والسكينة مفتاحها عفوك.. أسألك لأنك العفوّ، ولا معنى لصلاتي ودعائي وابتهالي إن لم تعف وتغفر.. أسألك لأنك العفوّ، وقد خاب وخسر من سُطر قدره في ليلة لم تعف عنه فيها..«تحب العفو..»وحياتي كلها -يا مولاي- دليلٌ على حبك للعفو.. رأيت حبك للعفو في عودتي إليك بعد كل انقطاع.. رأيت حبك للعفو في وقوفي الآن بين يديك على كثرة ذنوبي.. رأيت حبك للعفو في كل نبضة حب أو ومضة رجاء أو رعدة خشية بلغت فؤادي على ما يحوطه من حُجب الغفلة والجهل بك.. رأيت حبك للعفو في سؤالي العفو منك..«فاعف عني!»- الشيخ كريم حلمي.
-
﴿أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين﴾ هذا استفهام إنكاري، أي لا تظنوا ولا يخطر ببالكم أن تدخلوا الجنة من دون مشقة واحتمال المكاره في سبيل الله وابتغاء مرضاته، فإن الجنة أعلى المطالب وأفضل ما به يتنافس المتنافسون، وكلما عظم المطلوب عظمت وسيلته، والعمل الموصل إليه، فلا يوصل إلى الراحة إلا بترك الراحة، ولا يدرك النعيم إلا بترك النعيم، ولكن مكاره الدنيا التي تصيب العبد في سبيل الله عند توطين النفس لها وتمرينها عليها ومعرفة ما تئول إليه، تنقلب عند أرباب البصائر منحا يسرون بها ولا يبالون بها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.[تيسير الكريم الرحمن، السعدي]
﴿وَاستَعينوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبيرَةٌ إِلّا عَلَى الخاشِعينَ﴾ [البقرة: ٤٥]أمرهم الله أن يستعينوا في أمورهم كلها بالصبر بجميع أنواعه، وهو الصبر على طاعة الله حتى يؤديها، والصبر عن معصية الله حتى يتركها، والصبر على أقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها، فبالصبر وحبس النفس على ما أمر الله بالصبر عليه معونة عظيمة على كل أمر من الأمور، ومن يتصبر يصبره الله، وكذلك الصلاة التي هي ميزان الإيمان، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، يستعان بها على كل أمر من الأمور ﴿وَإِنَّهَا﴾ أي: الصلاة ﴿لَكَبِيرَةٌ﴾ أي: شاقة ﴿إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ فإنها سهلة عليهم خفيفة؛ لأن الخشوع، وخشية الله، ورجاء ما عنده يوجب له فعلها، منشرحا صدره لترقبه للثواب، وخشيته من العقاب، بخلاف من لم يكن كذلك، فإنه لا داعي له يدعوه إليها، وإذا فعلها صارت من أثقل الأشياء عليه.- تفسير السعدي
ما طابت الحياة إلا بالاستغناء بالله؛ فتستغني بوحيه عن ضلالات من سواه، وتكفيك مناجاته عن إبداء ضعفك لمخلوق، ويقنعك وعده عن تكفف عطاءات البشر.- أ. بدر آل مرعي.
قال رسول الله ﷺ: «ما من مسلمٍ يُلبِّي إلَّا لبَّى من عن يمينِه أو عن شمالِه من حجرٍ أو شجرٍ أو مدرٍ حتَّى تَنقطعَ الأرضُ من ها هنا وَها هنا». - صحيح الترمذي (٨٢٨).
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله ﷺ لمعاذٍ: ألا أُعلِّمُك دعاءً تدعو به لو كان عليك مثلُ جبلِ أُحُدٍ دَيْنًا لأدَّاه اللهُ عنك. قُلْ يا معاذُ: اللهم مالِكَ المُلكِ، تُؤتي الملكَ من تشاءُ وتنزِعُ الملكَ ممَّن تشاء، وتُعِزُّ من تشاءُ وتُذِلُّ من تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ. رحمنَ الدُّنيا والآخرةِ ورحيمَهما، تعطيهما من تشاءُ وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحَمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ من سواك.