حياة في الظل .. ٦ }
-
-
سامية - التي تصغرني بستة أعوام والتي تعرفت عليها مع خطيبها - أحمد - قبل ما يقارب السنتين في زواج صديقتي - فاطمة - وكأن دخولي في حياتها وإنبهارها بإستقلاليتي أصبح وبالاً عليها . لأنها في اليوم التالي لتعارفنا أكتشفت أن والدتها مصابة بالسرطان ، وما أن تماثلت للشفاء بعد معركة شرسة حتى تعرض منزلهم لحريق ضخم نجت منه بإعجوبة رغم أنه التهم جمال جسدها الفتان لتضطر للخضوع لأكثر من عملية جراحية كان أبشعها استئصال الثدي .لإصبح مستشارها وطبيبتها النفسية فيما بعد .
في صالة الإنتظار في المستشفى وبينما كنت أهدئ والدتها كانت أفكاري تأخذني إلى حيث أكره ، فكرت في والدتي ماذا لو غيبني الموت عنها فجأة وليس لها أحد سواي وهي في هذا السن ، الموت أمر حتمي لكن أن أتمناه لأمي حتى لا تعيش مكسورة ووحيدة بعدي شيء يصعب شرحه أو التفكير فيه .
خرجت من المستشفى بعد أن استقرت حالة - سامية - وكنت أنوي التوجه إلى المنزل مباشرة لكن في الطريق لاأدري أي شيء ذكرني بالرسالة فتناولتها وبدأت أقرأ لم تكن طويلة بل أتت في بضعة أسطر .
" مشاعري متضاربة ، اليوم الذي انتظرته طويلاً قد حل ولا أخفيكِ أني لم أشعر بشيء و كل ما أعرفه أن الثقوب بداخلي اتسعت أكثر ، توفي والدي متمنياً زيارة واحدة من زوجته الفاجرة التي تجاهلت اتصالاتي لطلبها للحضور ، توفي وهو لايزال يشتم والدتي التي كانت تمسك بيده . وبعد الدفن أوصلتها منزلها في جو يلتهمه السكوت ، وددت لو أسألها لماذا تخلت عني بعد أن تزوجت ولم تتخل عن أبي ، لماذا لم تخبر زوجها وابنتها بشأني لكن كل مافعلته حين كانت تهم بالنزول أن طلبت منها نسياني للأبد ، لم تجبني لأنها وكما يبدو قد فعلت ذلك منذ مدة ليست باليسيرة . "
اللعنة الموت يحيط بي من كل مكان جعلتني رسالة - سهام - أقلق على والدتي أكثر ،
وصلت المنزل ولم أفعل أكثر من أن احتضنت أمي بأقصى قوتي ، ثم تجرأت على مصارحتها بمخاوفي و طلبت منها أن تتحلى بالصبر وتواصل حياتها كأن تتبنى يتيماً أو تفتح منزلها لإستقبال المنكوبات من النساء إن هي فقدتني فجأة .
ولشدة قلقها علي لم تنم تلك الليلة رغم أني أخبرتها أن لا نية لي في الإنتحار أبداً وأن موت -أحمد -المفاجئ هو السبب وراء حديثي هذا لكنها أم وقلق الأمهات يصعب السيطرة عليه .
وفي الصباح التالي احتضنتها مجدداً لأخبرها عن مدى اسفي لما فعلته في الليلة السابقة ، بعد ذلك توجهت إلى المكتب لأني كنت على موعد مع - سحر - كنت متلهفة للموعد لأطلبها عنواناً لـ - سهام - لأن رسائله كانت تصلني مكتوبة بالألة الكاتبة وبدون توقيع ولا أية معلومات . لأفهم منه ماذا يريد بالضبط أأساعده شخصياً أم أساعد - سحر-
وصلت المكتب متأخرة وقبل دخول العيادة ومن طرف الباب رأيت الدكتور - خالد - ممسكاً بمعصم - سحر - بقوة وبنبرة تهديد كان يقول لها : لا تخافي من شيء فقط أجيبها بهدوء إن استطعت أو تظاهري بالتعب واطلبي الإنصراف .
ترددت قبل الدخول عليهما وأخيراً قررت ، تلعثمت في البداية ثم تماسكت وسألتهما عما سمعته وما علاقتهما ببعض ؟!
ارتبك الدكتور وبررامساكه ليدها بأنها كانت متعبة وحاول مساعدتها .
بدأت بالصراخ نعته بالكاذب أخبرته بأني سمعت كل شيء لكنه أصر على الإنكار ، فخرجت غاضبة ولا ألوي على شيء ، ولا أعلم لماذا أحسست بالضعف فبدأت بالبكاء ،
للحظة فكرت بالإتصال بطليقي لأعتذر عن كل شيء ولكن رحمة الله المتمثلة في اتصال - فاطمة - أنقذتني أخبرتني أنها على وشك الولادة وأنها تريدني أن أكون معها ، مثل هذا الخبر أنساني كل شيء ، ركضت إلى المستشفى وماهي إلا ساعة وكان طفلها - ماجد - بين يدي .
-
-
يتبع ..
-
سامية - التي تصغرني بستة أعوام والتي تعرفت عليها مع خطيبها - أحمد - قبل ما يقارب السنتين في زواج صديقتي - فاطمة - وكأن دخولي في حياتها وإنبهارها بإستقلاليتي أصبح وبالاً عليها . لأنها في اليوم التالي لتعارفنا أكتشفت أن والدتها مصابة بالسرطان ، وما أن تماثلت للشفاء بعد معركة شرسة حتى تعرض منزلهم لحريق ضخم نجت منه بإعجوبة رغم أنه التهم جمال جسدها الفتان لتضطر للخضوع لأكثر من عملية جراحية كان أبشعها استئصال الثدي .لإصبح مستشارها وطبيبتها النفسية فيما بعد .
في صالة الإنتظار في المستشفى وبينما كنت أهدئ والدتها كانت أفكاري تأخذني إلى حيث أكره ، فكرت في والدتي ماذا لو غيبني الموت عنها فجأة وليس لها أحد سواي وهي في هذا السن ، الموت أمر حتمي لكن أن أتمناه لأمي حتى لا تعيش مكسورة ووحيدة بعدي شيء يصعب شرحه أو التفكير فيه .
خرجت من المستشفى بعد أن استقرت حالة - سامية - وكنت أنوي التوجه إلى المنزل مباشرة لكن في الطريق لاأدري أي شيء ذكرني بالرسالة فتناولتها وبدأت أقرأ لم تكن طويلة بل أتت في بضعة أسطر .
" مشاعري متضاربة ، اليوم الذي انتظرته طويلاً قد حل ولا أخفيكِ أني لم أشعر بشيء و كل ما أعرفه أن الثقوب بداخلي اتسعت أكثر ، توفي والدي متمنياً زيارة واحدة من زوجته الفاجرة التي تجاهلت اتصالاتي لطلبها للحضور ، توفي وهو لايزال يشتم والدتي التي كانت تمسك بيده . وبعد الدفن أوصلتها منزلها في جو يلتهمه السكوت ، وددت لو أسألها لماذا تخلت عني بعد أن تزوجت ولم تتخل عن أبي ، لماذا لم تخبر زوجها وابنتها بشأني لكن كل مافعلته حين كانت تهم بالنزول أن طلبت منها نسياني للأبد ، لم تجبني لأنها وكما يبدو قد فعلت ذلك منذ مدة ليست باليسيرة . "
اللعنة الموت يحيط بي من كل مكان جعلتني رسالة - سهام - أقلق على والدتي أكثر ،
وصلت المنزل ولم أفعل أكثر من أن احتضنت أمي بأقصى قوتي ، ثم تجرأت على مصارحتها بمخاوفي و طلبت منها أن تتحلى بالصبر وتواصل حياتها كأن تتبنى يتيماً أو تفتح منزلها لإستقبال المنكوبات من النساء إن هي فقدتني فجأة .
ولشدة قلقها علي لم تنم تلك الليلة رغم أني أخبرتها أن لا نية لي في الإنتحار أبداً وأن موت -أحمد -المفاجئ هو السبب وراء حديثي هذا لكنها أم وقلق الأمهات يصعب السيطرة عليه .
وفي الصباح التالي احتضنتها مجدداً لأخبرها عن مدى اسفي لما فعلته في الليلة السابقة ، بعد ذلك توجهت إلى المكتب لأني كنت على موعد مع - سحر - كنت متلهفة للموعد لأطلبها عنواناً لـ - سهام - لأن رسائله كانت تصلني مكتوبة بالألة الكاتبة وبدون توقيع ولا أية معلومات . لأفهم منه ماذا يريد بالضبط أأساعده شخصياً أم أساعد - سحر-
وصلت المكتب متأخرة وقبل دخول العيادة ومن طرف الباب رأيت الدكتور - خالد - ممسكاً بمعصم - سحر - بقوة وبنبرة تهديد كان يقول لها : لا تخافي من شيء فقط أجيبها بهدوء إن استطعت أو تظاهري بالتعب واطلبي الإنصراف .
ترددت قبل الدخول عليهما وأخيراً قررت ، تلعثمت في البداية ثم تماسكت وسألتهما عما سمعته وما علاقتهما ببعض ؟!
ارتبك الدكتور وبررامساكه ليدها بأنها كانت متعبة وحاول مساعدتها .
بدأت بالصراخ نعته بالكاذب أخبرته بأني سمعت كل شيء لكنه أصر على الإنكار ، فخرجت غاضبة ولا ألوي على شيء ، ولا أعلم لماذا أحسست بالضعف فبدأت بالبكاء ،
للحظة فكرت بالإتصال بطليقي لأعتذر عن كل شيء ولكن رحمة الله المتمثلة في اتصال - فاطمة - أنقذتني أخبرتني أنها على وشك الولادة وأنها تريدني أن أكون معها ، مثل هذا الخبر أنساني كل شيء ، ركضت إلى المستشفى وماهي إلا ساعة وكان طفلها - ماجد - بين يدي .
-
-
يتبع ..