@Alheweny_Official

أبو إسحاق الحويني

Ask @Alheweny_Official

Sort by:

LatestTop

السؤال: ما حكم ما يفعله بعض الناس من تعليق التمائم وفيها ألفاظ غير معروفة وأسماء جن؟ 

النبي عليه -الصلاة والسلام- قال: (لا بأس بالرقية ما لم تكن شركاً) فمن الشرك أن يستعين الإنسان بالجن، فبعضهم يكتب تمائم وكلمات معينة يستعين فيها بالجن، لكن الإنسان إذا رقى إنما تجوز له الرقية بفاتحة الكتاب أو شيء من القرآن، أو بدعاء معروف لا يكون فيه شيء من الشرك، لقوله عليه الصلاة والسلام: (لا بأس بالرقية ما لم تكن شركاً) ففيه جواز الرقية بشرط ألا يكون فيها شرك، ولا يشترط في الرقية أن تكون بالمأثور المعروف، بل بأي دعاء؛ بشرط ألا يكون فيها شرك، لأن الشرك مضاد للتوحيد. والذي يرقي لابد أن يكون رجلاً مخلصاً؛ لأن كما قيل: كان عمر بن الخطاب يرقي بالفاتحة، فاستدعوا رجلاً يرقي، فقال: هذه الفاتحة وليس عمر، يعني: كل إنسان يمكنه أن يرقي بالفاتحة ويحصل المقصود، لكن تجد أن الله -سبحانه وتعالى- يجعل الشفاء على يدي شخص ولا يجعله على يد الآخر، وهذا يختلف من شخص لآخر باختلاف الإخلاص والخشية.

السؤال: ما هي عدة المتعلم على سبيل النجاة، وما هي الكتب التي تقترحها في هذه الحالة؟

أما عن المتعلم على سبيل النجاة فينبغي عليه أن يصحح التوحيد وأن يصحح العبادة فأما التوحيد فعليه بكتاب القول المفيد شرح كتاب التوحيد للشيخ ابن عثيمين رحمه الله فهو كتاب جيد وعباراته سهلة، وأما بالنسبة للطهارة والصلاة فعليه بكتابٍ من الكتب المختصرة كفقه السنة للشيخ سيد سابق وكتاب منار السبيل وما أشبه هذه الكتب، مع الاهتمام بالكتب التي تُعنى بإصلاح القلوب ككتب ابن القيم.

السؤال: ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؟

هذا يحتاج إلى محاضرة خاصة؛ لأن المعنى باختصار شديد: (لا معبود بحق سوى الله،) يعني: لا شريك له في العبادة، والنبي -صلى الله عليه وسلم -لا شريك له في الاتباع.
فالشهادتان فعلاً تحتاج في شرحهما إلى عدة محاضرات؛ لأن عصب الدعوة الإسلامية يكون في تحقيق هذه الكلمة تحقيقاً عملياً، وكيف حققها المسلمون الأوائل! وكيف انحرف عنها المسلمون المتأخرون!
حيث إننا نجد أن فهم بعض المشركين لكلمة "لا إله إلا الله" كان أفضل من فهم جماهير المسلمين الآن لكلمة "لا إله إلا الله" ولذلك قاتلوا النبي -صلى الله عليه وسلم- القتال الشنيع العنيف لأجل ألا يقولوها، كان يقول لهم: (قولوا (لا إله إلا الله، أضمن لكم بها الجنة) ، فأبوا أن يقولوها، فالمسألة إذَنْ ليست مسألة قول، هم يعلمون أنهم إن قالوا: (لا إله إلا الله) خلعوا الأنداد وخلعوا السلطان، وانتُزع منهم كل شيء من زينة الحياة الدنيا بمجرد أن يقولوا: (لا إله إلا الله)، (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ )[الأنعام:57] يعني: لم يعد هناك سلطان ولا هيلمان ولا هيمنة، فلذلك قاتلوا دون الاعتراف بها أشد القتال، وكان يمكن أن يقولوها ويتخلصوا من جميع الحروب التي قاتلوا فيها النبي وأصحابه، لكن المشركين كانوا يفهمون معنى "لا إله إلا الله" أكثر من كثير من المسلمين الآن.

View more

Related users

السؤال: ما حكم لبس الثوب الأحمر؟

بالنسبة للُبس الثوب الأحمر، فلو أن إنساناً يلبس جلابيةً حمراء -أحمر بحت- لا يخالطها لون آخر، فهذا أقل درجاته الكراهة، للحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: (رأى علي النبي- صلى الله عليه وسلم- بُرداً أحمر، فعلمتُ الكراهة في وجهه، فذهبتُ إلى أهلي، فجردته واقفاً ورميت به في التنور، ثم جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فسأل عن القميص الأحمر، فقلت: تيممت به التنور فسجرته -يعني: أحرقته- قال: لم لم تلبسها بعض أهلك؟! فإنه لا بأس للنساء.
إذاً: الثياب الحمراء البحتة مكروهة بالنسبة للرجال.
فإن قلتَ: فما قولك في الحديث الصحيح الذي قال فيه أحد الصحابة: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بسوق ذي المجاز وعليه حلة حمراء، فكان أجمل الناس)؟
فيقال: لعل الغالب عليه كان اللون الأحمر، ولا زال الناس يحكمون بالغالب.
الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما رأى الثوب الأحمر على عبد الله بن عمرو يقول عبد الله: فعلمت الكراهة في وجهه، فلا يتصور في وصفه عليه الصلاة والسلام أن يكره الشيء ثم يفعله، فلابد من هذا التأويل: أن هذا الثوب لم يكن ثوباً أحمر بحتاً، وإنما كانت تخالطه بعض الألوان الأخرى، فلم يكن كالذي كرهه النبي -صلى الله عليه وسلم-.

View more

السؤال: هل يجوز حرق بعض المصاحف القديمة جداً والتي لم تعد تصلح للقراءة فيها؟

نعم، بل هذا هو الواجب إذا كان المصحف مهملاً ولا يُقرأ فيه لقِدَمِهِ أو تمزق أوراقه، فالأصل أن يحرق والدليل على ذلك أن عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما جمع الناس على مصحف الإمام أمر بحرق كل المصاحف التي كانت في أيدي الصحابة.

السؤال: ما هي وصية الشيخ أحمد خادم الغرفة النبوية؟

هذه الأكذوبة التي شبع العلماء التحذير منها عبارة عن ورقة تصلك في البريد أو من أحد مكتوب بها أنا الشيخ أحمد خادم الغرفة النبوية وإذا أردت أن تنجو من الموت والفقر اكتب هذه الورقة خمسين مرة ووزعها فإذا فعلت أغناك الله... وقد أخبر الشيخ ابن باز وغيره رحمهم الله أنه لم يخدم الغرفة النبوية أحد قط اسمه أحمد وأن هذا الكلام مكذوب ولا يصح ويجب حرق مثل هذه الأوراق.

السؤال: ما حكم من كتب (ص) بعد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم؟

إن كان كاتب هذا قد كتبه على سبيل الاختصار وقد تلفظ بها فلا شيء عليه، أما إن لم يتلفظ بها فيدخل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "البخيل من ذكرت عنده ولم يصلِّ علي".

السؤال: ما حكم سب الدين وهل يعذر صاحبه بالجهل؟

أما سب الدين فكفر مخرج من الملة ولا يعذر صاحبه بالجهل عندي، وكذلك سب الله عز وجل وسب النبي صلى الله عليه وسلم. أما ما يذكره البعض من أن الرجل قد يسب الدين وهو يقصد بدين الشخص أخلاقه، فهذا خيال لا حقيقة له. ولم يصادفني في حياتي كلها أن رجلاً سب الدين وهو يقصد هذا المعنى. إنما يقصد الدين بمعناه المعروف.
ومن الأدلة على ذلك أنه بعد السب يأتي فيقول: أنا كفرت رد عليّ ديني. فلولا أنه كان يقصد الدين بمعناه المعروف لما أقر على نفسه بالكفر.

السؤال: ما حكم النوم على البطن؟

أما النوم على البطن فحرام لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وعلَّلَ النص لقوله هذه ضجعة يكرهها الله. أما إذا نام على جنبه ثم انقلب على بطنه وهو لا يشعر واستيقظ رأى نفسه كذلك فلا جناح عليه.

السؤال: هل يجوز الذهاب للمطاعم والملاهي والمصايف في غير وقت زحام؟

نعم يجوز، إن الذهاب إلى هذه الأماكن مباح ما لم يقترن به معصية من الاختلاط مع أهل الفجور سواء كان في المصايف أو المطاعم.

السؤال: هل يجوز أن نقول الله ورسوله أعلم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم؟

لا إشكال أن يقول الله ورسوله أعلم وذلك في مسائل العلم والأحكام الشرعية،ولكن ينكر على من يقولها إذا لم يكن لها محل، مثل أن يقول رجل لآخر: أين أخوك؟ فلا يقال الله ورسوله أعلم ولكن يقال الله أعلم.

السؤال: ما حكم مداعبة امرأة أجنبية دون الفرج، وهل يعتبر زنى حيث كأن يتمتع الرجل بامرأة بحيث لم يزنِ من الفرج ولكن مجرد قبلات ولمس واحتضان حتى قضى شهوته، فما هي الكفارة؟

روى الشيخان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن العين تزني وزناها النظر، واليد تزني وزناها البطش، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه". ففهمنا من هذا الحديث أن الزنى المؤاخذ عليه شرعاً بالحد المعروف وهو الجلد بالنسبة لغير المحصن والرجم للمحصن لا يكون إلا بالفرج ،وإنما سمى النبي صلى الله عليه وسلم أن نظر العين زنى لأنه يؤدي إلى ذلك فكأنه صار هو بالمجاورة.
وما فعلته أيها السائل فهو من أعظم المنكرات، وإن كان لا يسمى زنى فعليك بالتوبة والإنابة وقد صح أن رجلاً جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: إني لقيت امرأة في الطريق فقبلتها وذكر أشياء مثلما فعل هذا السائل، فنزل قوله تعالى: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفي من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات}، فقال الرجل: يا رسول الله ألي خاصة؟ قال: بل للناس عامة.

السؤال: هل يجوز دفع زكاة المال علي فترات بحيث لا ينتهي العام إلا وقد دفعت كل الزكاة، بمعني هل يجوز دفع الزكاة بالتقسيط على سنة؟

نعم يجوز، فقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم للعباس أن يدفع زكاة سنتين معجلاً.

السؤال: يهجم على الإنسان أحياناً وسواس قهري فيسمع سب الله تعالى والتشكيك في ذاته وفي نفسه مما يسبب كرباً عظيماً وخوفاً من الموت على هذا فهل هذا كفر أم ماذا؟

كل هذا لا يؤاخذ الله به العبد حتى يعتقد ذلك بقلبه ويفعله بجوارحه، وذلك لحديث: "إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تكلم أو تعمل".
ونقول لهذا الأخ: لا تفزع ولا تخاف ولتستعذ بالله من الشيطان الرجيم وأكْثِر من ذكر الله.

السؤال: يذكر الكثير من المشايخ بعد ذكر علي رضي الله عنه قول: "كرّم الله وجهه"، فهل هذا القول صحيح، وإن كان صحيحاً فلماذا خُص به علىّ رضي الله عنه دون سائر الصحابة؟

هذا القول غير صحيح وهذه المقولة من بدع الشيعة.

السؤال: إذا كانت المرأة تصلي وابنها يلعب في شيء خطرٍ، هل تخرج من الصلاة ولو كانت صلاة فريضة؟

لا تخرج من الصلاة وإن كانت يجوز لها أن تكفه عن ذلك.
فلو افترضنا أن الولد يلعب بالنار مثلاً أو سيضع يده على الموقد فيجوز لها أن تخرج من الصلاة لمثل هذا الأمر وإلا فلو استطاعت أن تكفه دون أن تخرج من الصلاة فهذا هو الأوجب.

السؤال: أنا شاب ملتزم ولكني أعاني من عدم الثبات في الالتزام بسبب الشهوات فما هي العوامل المساعدة على الثبات؟

- سد منافذ الشهوات
- ترك المعاصي مثل الكلام في الهاتف مع البنات - النظر إلى التليفزيون - الكلام مع الطالبات في الجامعة إذا كنت طالباً.
- اختيار الصحبة الصالحة وترك الصحبة السيئة.
- لزوم المسجد في الصلوات الخمس.
- لزوم حلقات العلم وقراءة ورد من القرآن.

السؤال: ما حكم حلق الأجزاء في الوجه التي لا توجد بها شعر في اللحية بنيّة أن يكثُر الشعر بهذه الأجزاء؟

الأصل عدم مس الموس لخد الرجل، والحلق لا يكون إلا بالموس، فلا يجوز لك أن تمرر الموس على وجهك حتى ولو لم يكن يوجد شعر في هذه المنطقة.

السؤال: يسأل سائل بأنه في معهده الديني قد أعطوه شهادة استثمار فماذا يفعل بها؟

أقول له لا ينتفع بهذا المال. إن شئت تركته ولكن إذا صرفته فتصدق به ولا تأكل به ولا تشرب.
فهذه الأموال التي يعطونها جوائز للأسف من أرباح البنوك فلو ثبت هذا لكان من الربا المحض.

السؤال: أريد أن أستفتي فضيلتكم في جواز الصلاة بمسجد أمامه قُبَّة وأضرحة عددها 10 ولا يفصل بين المسجد وبينها سوى جدار واحد، وهي أي القبة معظمة ومُزارة في الأعياد والمناسبات، علماً بأنه يوجد مسجد آخر قريب من المسجد المستفتى عنه يمكن قصده للصلاة لاجتناب مثل هذه المفسدة.

أما بالنسبة للمسجد فإن لم يكن به قبر فالصلاة به جائزة حتى لو كان محاطاً بالمقابر والقباب، وأما إن كان به قبرٌ فلا تصح الصلاة به.
والله تعالى أعلم.

السؤال: كان يعمل سائق أجرة، وكان يشرب الخمر وحدث أن صَدَمَ طفلاً صغيراً بغير عمدٍ لأن الطفل قطع الطريق، فتوفي الطفل، فقام السائق بدفع الدية، وبعد مدة تاب السائق ولكن في أيامه الأخيرة قبل موته ذكر الحادث وموت الطفل الصغير، و ذكر صيام الشهرين متتاليين فأشكل ذلك على أهله ماذا يفعلون ؟

يصوم عنه وليه على قول من ذهب إلى وجوب ما فات من صيام رمضان، لقوله -صلى الله عليه وسلم- "من مات وعليه صيام صام عنه وليه" (رواه البخاري)، وقال الشافعى- رحمه الله-: ( أنه يعم كل صيام واجب).
أما الإمام أحمد- رحمه الله- فيقول أنه فقط لصيام النذر. والأحوط هو أن يصوم وليه عنه.
والله تعالى أعلم.

السؤال: ذكر بعض الناس أن الرسول قد جمع الخمس صلوات في إحدى الغزوات، فما صحة هذا القول؟

لم يثبت هذا القول. والحديث شاذ. والصحيح أنه جمع صلاتين أو ثلاثاً يوم الخندق.

السؤال: لي زميل والده يعمل في أحد البنوك الربوية، وهو إن شاء الله يسير في خطى الالتزام وأنا آخذ بيده، ولكن أحياناً يقدم لي شراباً أو طعاماً أو أستعير منه أشياءَ أو يعيرني بعض الأشرطة فهل آخذ منه هذه الأشياء أم لا؟

الجواب أنه يجوز أن تأخذ منه الأشرطة لتستفيد بما فيها، ولكن تعفف عن الطعام والشراب.

هل قلتم أن اسم: "إسلام" ممنوع؟

نعم قلت فعلاً هذا. لأن هذا الاسم به نفس العلة التي نهى النبي -صلى الله عليه وسلم -أن يسمى اسمه نجاحاً أو فلاحاً أو يساراً... وبيَّن العلة في ذلك فقال: "حتى إذا قيل أثَّم هو قيل: لا"
يعنى مثلاً : أثَّم نجاح... فيقال لا ليس ثم نجاح
أو هل هنا إسلام... فيقال لا يوجد إسلام
فالمتكلم لم يقصد أنه لا يوجد إسلام ولكن الإشكال هو أذن المستمع وإنما راعى النبي صلى الله عليه وسلم أذن المستمع ولم يراعِ قصد المتكلم.

السؤال: هل ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يضع يده على صدره بعد القيام من الركوع على أساس أنه يعد من القيام؟

مسألة القبض بعد القيام من الركوع مسألة اجتهادية.
-فالذين أفتوا باستحباب وضع اليمنى على اليسرى: على الصدر بعد القيام من الركوع إنما أخذوه من عموم بعض النصوص الشرعية التي وردت في وصف صفة صلاته صلى الله عليه وسلم، كما في حديث وائل بن حجر وغيره: (أن النبي عليه الصلاة والسلام إذا كان في القيام وضع اليمنى على اليسرى) فقالوا: القيام لفظ عام يشمل كل القيام، يشمل القيام الأول والقيام الثاني، فمن فرق بين القيامين فعليه بالدليل، وإلا فنحن متمسكون بهذا العموم.
هذا فحوى ما أجاب به الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز عالم السعودية المبجل -رحمه الله تعالى- وعليه تقريباً معظم البغداديين من العلماء الأفاضل الذين يرون جواز بل استحباب الضم بعد القيام من الركوع.
-أجاب المانعون وفي مقدمتهم الشيخ العلامة ناصر الدين الألباني- رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته- بأن هذا العموم لم يكن عليه عمل السلف الصالح، وجاء بالقاعدة التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه العظيم الذي نوصي كل مسلم باقتنائه والاطلاع عليه، وتدبره سطراً سطراً لأهميته في هذا العصر، وهو كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم
ذكر في هذا الكتاب هذه القاعدة التي تقول: (إن العمل بأي جزئية من الدليل العام لم يكن عليه عمل السلف الصالح سبيل إلى الابتداع في الدين.
فأقول: ليس كلُّ عموم يُعمَل به، وإن كان السلف الصالح أعرض عنه، فهذا من أعظم القدح فيه.
فضرب -مثلاً- وقال: لا شك أنه لو دخل رجل إلى المسجد فوجد رجلاً يصلي تحية المسجد، وآخر يصلي تحية المسجد، وآخر يصلي تحية المسجد، وجد عشرةً -مثلاً- يصلون، قال: لماذا تصلون فرادى؟! لماذا لا نصلي هذه الشعيرة جماعة؟! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يد الله مع الجماعة)، وقال صلى الله عليه وسلم: (صلاة الجماعة تعدل صلاة الفرد بسبع وعشرين)، فلم يقل: فرضاً ولا نفلاً، وإنما قال: (صلاة الجماعة) :، فلماذا نصلي فرادى؟!
فقاموا جميعاً وصلوا تحية المسجد جماعة، فهل هؤلاء مبتدعون أم لا..؟
مبتدعون بلا شك.. مع أن الأدلة العامة تعضد فعلهم، وهم لم يخرجوا عن الشرع، بل أتوا بأدلة عامة تقضي باستحباب صلاة الجماعة مطلقاً، وتحية المسجد صلاة، فهي داخلة!
قال: الجواب معروف: أن هذا لم يكن عليه عمل السلف الصالح، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، ولو كان العمل ينهض به هذا العموم لبادر السلف الصالح إلى فعل هذا.
والذين نقلوا لنا أدق الحركات والجزئيات في صفة الصلاة، فنقلوا لنا حركة الإصبع، ونقلوا لنا أن أصابع القدم تكون متجهة في حالة السجود إلى القبلة، ونقلوا لنا أن الراكع يجب أن يكون ظهره متساوياً، بحيث لو وضعت قطرة ماء على الظهر لا تتحرك، ونقلوا لنا كيفية القبض بالكف على الركبة.
أفيغفلون هذا القبض الذي هو ظاهر جداً، على اعتبار أنه لو كان ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم بحيث لا يوجد نص خاص في المسألة يقول: إن الضم في القيام الأول دون القيام الثاني، ويُترك هذا للعموم؟ هذا غير ممكن!
ثم هناك مسألة أخرى وهي قوية جداً، وهي:
أن هيئات الصلاة لا يصلح فيها الاجتهاد ولا الاستنباط، إنما هي توقيفية، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (صلوا كما رأيتموني أصلي)، فلا يجوز أن تستنبط هيئة بفهمك من النص، بل لا بد لكل هيئة من دليل قاطع.
فقالوا: اجتهاد مشايخنا من علماء الحجاز اجتهاد في فهم النصوص الشرعية، وهيئات الصلاة توقيفية تحتاج إلى أدلة خاصة تقوم بها.
فلذلك المسألة فيها -كما قلتُ- خفض ورفع.

View more

Language: English