- ثم يحل الليل كأخر ابيات قصيده يائسه، فتشعل عود ثقاب من نيران الذاكرة وتبدأ بتدخين نفسك بهدوء ف تتلاشي شيئا فشيئاً وتختفي تماماً وكالعادة يعاد تشكيلك في اليوم التالي من رماد الامس؛ وكالعادة انتظر الليل ليحل مجدداً.
اعتدتُ على النهوض دوماً بعد كل تعثرٍ، أتعافى وأنهضُ وحدي دون مساعدةٍ من أحد، أظن أنه قد حان الوقت للنهوض مرةً أخرى نحو أهدافٍ جديدة وطموحاتٍ عالية، لم يعد من الحزنِ جدوى، لا أحتاج مساعدةً من أحد .. أنا فقط أحتاج لنفسي التي فُقدت، وحتماً سأعثر عليها مرةً أخرى.
لا أحتمل فكرة أن أكون عبئاً على أحد، لا أحتمل فكرة أن أجعل صديقاً قلقاً بسبب همومي، أنا لن أتصل على صديق في الثالثة فجراً لأقول له أنني أختنق، ولكنني سأرحب بمن سيفعل ذلك بكل شغف، أشعر أنني لا أُمانع أن أحمل أعباء الجميع لكن لا أحتمل ان يحتمل أحد عبئي حتى لو كان صغيراً، وهذا مُرهق للغاية.
احذر من الشخص الطيب، ذاك الذي يغفر سريعًا، يتحمل قسوتك ويلتمس لك كل الأعذار في غيابك عنه، في إهمالك عنه، في التخلي عنه في أشد لحظات احتياجه لك، ذاك الذي لا يفترض سوء نية في أحد، يثق في الجميع لا يتوخي الحذر من الخيانة والخذلان، ذاك الذي ومهما حدث يتحمل ويتحمل في صمت وهدوء تام حتى تظن أنه لا يشعر..ذاك الشخص حين يفيض به الكيل وتقرر الحياة أن تجعله نسخة أخرى، لن يقسوا عليك لن ينتقم لن يؤذيك..الطيبون لا يجيدون أذى الناس لكنهم يتجاهلون، يتجاهلون حتى تعود غريبًا عنهم، يرحلون ومثل هؤلاء إن رحلوا لا يعودون أبدًا.