قبل أن تبدأي عتابكِ و تطلقي شتائمكِإحرصي على أن تكون المواجهة عادلة قومي بتبديل ملامحكِ مثلًا إحجبي عينيكِ ضعي قناعًا على وجهكِ تخلّي عن فستانكِ الأسود و غروركِ السام و إياكِ أن تضعي يديكِ على خصركِ ثم سنتشاجر و نتراشق بالكلماتِ معًا إنهُ من غير المُنصف أن تحضري أسلحتكِ الثقيلة أمامَ رجلٍ أعزل.
لمْ أكن خائف من السقوط بقدر ما كنت أخشى أن يصل بي الأمر إلى إشهار انكساراتي للعيان في تحدٍ سخيف، وخطوة جريئة لمْ يحالفها الحظُّ في الوصول.. أنا اليوم لستُ منتصر بالمعنى الحقيقي؛ لكنّي مُطمئن للحدّ الذي يجعلني أقف بثبات بين حشدٍ من المخاوف، أنتقي طمأنينتي بحذر، أبارز النصوص بقلمٍ بائس، ثُمَّ أخرج من تلك المعركة برغبة مُلّحة في الإبتعاد، ونصٍ رديءٍ كهذا!
أيُّ خيرٍ يرجونه من الله أولئك الذين تذبذبت أفعالهم تجاهنا ما بين تشبثٍ وترك، من أخذونا إلى الغد تاركين آمالنا في المنتصف، من كثفوا الصمت في الوقت الذي نُهشت فيه أرواحنا وطالتنا فيه نوائب الدهر، من بنوا طمأنينتهم على أرضية بؤسنا، وغرسوا أنياب كبرياءهم في قلوبنا المُدماة، من ارتخت أيديهم عن الإمساك بنا وهان عليهم الودّ، من بقوا على اتزانٍ حين قادهم الغرور للغياب، من بعثروا أضواءنا ورمونا في زقاق هذه الغربة.