يُخال للطيرِ فِكره .. يحمل أحزان البشرِ فوق ظهره .. فيحلق بعيداً بعيداً .. ويركلها خلف الجبال .. ليعود حامِلاً ورد الأمل ، ورد العمل .. فيغرد ويغرد للغيوم ، مطرٌ تساقط للهموم .. زال التشاؤم للأنام .. حبٌ سطع ، خيرٌ تعالى في السماء .. كونٌ تعايش في سلام .. شاع إبتسام ..أمل الهلالي*
أحياناً نتجرد رغماً عنا من الأصدقاء .. من يومٍ ممتلء بمحادثة هذا والضحك مع ذاك ! يسقط الصمت فجأه ! فيجردك من الجميع ! تمر في مواقف أعتدت أن تشارك صحبك في الحديث عنها ! تُعاد أمامك ، فتبدو متحمساً لذاك الحديث ! فيخيم عليك الإحباط لوهله ، متذكراً بأن لاشيء كان كما كان ! فتغلف حديثك ذاك بأغلفة الصمت ، وتقضمه قضمة واحده في حضور النسيان . بعدها تشعر كأنك سقطت في وعاء لا تنتمي إليه ! نكهاته مختلفة عما اعتدت ! وبعضها مناقضة .. لفترة تشعر بأنك منفرد عنهم ! وفترة تشعر بأنك بدأت تطابقهم ، وذلك مايخيفك !! تُضطَّر لاستدعاء الذكريات لتتذكر بأي نكهة كنت تتذوق ! بعدها لاتجد سبيلاً سوى التعايش متمسكاً بنكهتك ! وتكتشف بأن الجمال الوحيد في هذا التجرد ! بأنك ألتفت إلى نكهتك ، وعرفت تناقضاتك ، وتمسكت بقراراتك ! بعيداً عن المشاورات ، والاعتمادات . فأنت دائماً ستكون لِ " أنت " !!نقاء الأحرف*
حين نمتلأ ..! نعم نريد الرحيل عن الجميع ! والانطواء بأنفسنا .. قد نتجاهل أشخاصاً كانوا هم اهتمامنا بالحد ذاته ! نريد السير الطويل ، إلى لامكان .. لنرقد في أمان ! لا نريد سهام نظرات المارة ! ولا ألفاظ البعض الموقعه ! ونمسح من طريقنا ضجيج الحياة ~ لنكمل السير : رويدا رويدا ! لا نعي وجهتنا ، أو ماهي ضالتنا ؟! قد لانكترث لشيء ! ويغشانا فقد المشاعر .. لانلتفت للقادم والراحل ! ودموعنا تجمدت !! لانعي الصنيع ، ولا نرى منيع ! وفي النهاية نكتشف .. أننا كنا نبحث عن أنفسنا !! وأننا تركناها وسرنا !! تجاهلناها وغفلنا ! نُكثر من التعلق ، وننسى أرواحنا .. فهي أرواح تحتاج إلى الالتفات لها ~ حين نتجاهلها لأجل شخصٍ ما ! سيأتي يوم نتجاهل ذلك الشخص ولن نكن نحنُ نحن .. لأننا نسينا أرواحنا فذهبت ، ونرغم على السير بحثاً عنها ! اعتنِ بنفسك ، فلا أحد يستحق ~نقاء الأحرف*
كِذبة الغد ! يتلفظها الكثيرون ظَناً منهم بأنهم وصلوا لذلك الغد ! ففي الحقيقة هم لا زالوا بالأمس ! فتلك التصرفات لا تعايش غداً .. لم يسمى غَد إلا لتغيره عن الأمس .. وأولئك هم أنفسهم كأمس وما قبل أمس ! يعيشون يومهم نسخاً متبلده من التغير ! ظناً منهم بأن ذلك الغد سيلبسهم تِلك الحلة الجديدة ! لكن ، الأخلاق والتصرفات تعايش وقتاً معيناً ، فهي تحتاج لحلة متجددة لليوم الجديد ! الغد يتغير ، والكون يتغير ، فلابد من ان نساير ذاك التغير ! بالأمس تتطاير أمامنا عدة مواقف تحرك فينا ذاك الشعور لتغيير بعض تصرفاتنا لنمضي للغد !فيامن تسكن الأمس .. استيقظ .. " لغدٍ اصفى ، لغدٍ أجمل "نقاء الأحرف *
ويحكى عنْ غيمٍ .. تُمطر دائماً على تِلك القرية الفقيرة .. فكان ذاك اليوم يومَ سعدٍ لا ينسى ! وفي اليوم التالي .. نَزلَ المطرٌ من جديد ! وقام أهل القرية يترقاصون من جديد .. ومرت الأيام والغيمُ يُمطر والناس بدؤوا الاعتياد .. وتسقط الأمطار بلا مبالي وشاكر ! والأرض خضراءُ ، والبطونُ ملءَ . حتى أصبح الناس لايخزنون من الماءِ شيئاً في بيوتهم. بمجرد نزول المطر يقضون جميع استخداماتهم للماء ، اعتمادا على سقوط الماء في اليوم الآخر ..ذاتَ يوم لم تُمطِر !! شاع في تلك القرية الذعر ! خافوا على انفسهم مرددين : كيف سنعيش ! نسوا انهم من قبل كانت ارضهم قحطاء ، وتمر ايام وهم بلا ماء ! فقط لأنهم اعتادوا " !_كَأشخاصٍ في حياتنا ! نتكئ عليهم ، حتى نعتاد قربهم ! نوهم أنفسنا بأن سعادتنا هي هم ! وأننا لن نستطيع الحياة بهم ! نسينا أننا عشنا من قبل بدونهم .. فرحنا بدونهم .. وتراقصنا فرحا قبل أن يكونوا مجرد فكرة في عقولنا .. كل ذلك .. فقط لأننا ..أعتدنا"" !!!نقاء الأحرف*