أحتاج اليوم الذي أنشر فيه "Got Engaged" معك أنت، أن لا أجد وقتًا حتى أراسل الأصدقاء، اليوم الذي أستيقظ فيه وأشتمك لأن مساحتي الشخصية صارت من حقك أيضًا، اليوم الذي أبكي فيه لأنك أغضبتني، المساء الذي تصبّ فيه ظلّك الثقيل لترضيني، اليوم الذي نخرج فيه معًا بعد سنتين كأنه اللقاء الأول، طفلنا الأول، سنه الأول، طفلنا الثاني والثالث... أحتاج أن أستيقظ وأشعر أنك هنا وأن أنام بأمان لأنك إلى جانبي، أريد أن أستشعر ضيق النفس حين يشاركك أحدهم أنبوبة أكسجين واحدة، أود لو أنتظرك حتى ساعة متأخرة وتتأخر ونفتعل مشكلة، أن أبكي على صدرك، أن نكبر معًا، أن يأتي خريف العمر، أن أموت، أن تصمت بهيبتك المعتادة، أن تبكي دمعة وحيدة، أن أستشعرها وأنام بهدوء وأنا أقطع الطريق إلى الأبدية.. لكنك لستَ هنا، كيف متّ مبكرًا هكذا! #فوزة_الدراغمة نص عتيق.. 🍁
الجميل في الأمر أن كلّ هذا السدّ الهائل من البشر الذي تضيق به الشوارع ذرعًا في النهار يتبدد شيئًا فشيئًا بشكل أنيق في المساءات المتعبة، تعجبني رؤية الحافلات والسيارات التي تعيد كل منا إلى وطنه الخاص ومساحته الدافئة، فقد تضج الشوارع بالذكريات وقد تمتلئ الأمكنة بالقهقهة والضحك والنكات وحتى البكاء والعويل والإنجازات والخيبات وكل تلك الأحداث الروتينية في الحياة، إلا أن الطرق رغم كثرتها تحملنا نحو سبيل واحد.. إلى بيوتنا..إنك تعيش اللحظات بكامل صخبها مع هذا العدد المهول من البشر لتعود في النهاية إلى حيث تنتمي، إلى صدر من تحب.. #فوزة_الدراغمة
ألم تكتبي شيئا جديدا ؟ ما رأيك بكتابة شيء عن التقاء المحبين ؟
على منعطف مرحلةٍ لم أعهدها من قبل، كنت أنتظر أن تطل الشمس.. أنت، أن أرى قلبي في انعكاس عينيك أو بعضًا منّي في انعكاس كلماتٍ كتبتها يداك، كنت أنتظر قطرة مطرٍ واحدة علّي أبدّد فيها هذا التوتر الجاف الذي يمتدّ حتى أقصى جهازي العصبي، وبقيت على أمل، أنتظر ضوء حضورك، أنتظرك بنبضاتٍ خافتة وألمٍ لا يعلمه إلا الله وحده.. من الناس من يكفينا منهم نظرة، بسمة، كلمة طيبة، خطوة، يكفينا أن يكونوا هنا حتى نكون بخير، ومع أنك لست هنا، ومع أنك لم تمنحنى سوى الأسى كما قالت فيروز، إلا أن أنفاسك على هذا الكوكب تكفيني، أنفاسك وحدها تجعلني بخير، بخير جدًا.. #فوزة_الدراغمة
أصعب ما قد تصل إليه، أن تعرف أنك لم تكن في حالة حب، بل في حالة احتياج، وأن تلك الحالة هي التي جعلتك تقبل كل ذلك الإذلال والاستبداد بقلبك وأيام عمرك، والأصعب في كل هذا أن تكتشف متأخرًا، أن يأكل الزمان عداد أمنياتك وأن تصل محطة الإدراك في وقت بعيد غير مناسب، أن تعرف أن الأوان قد فات على الحب، والقطار قد عبر عن محطة العلاقات الجديدة، وأنك ما زلت على صورتك القديمة إلا أنك لم تعد أنت، لقد صرت غير صالح للشغف المجنون واللهفة الناعمة تلك! #فوزة_الدراغمة
ألم تكتبي شيئا جديدا ؟ ما رأيك بكتابة شيء عن التقاء المحبين ؟
غريبًا كنت، في مدينة لم أزرها يومًا، ولم أعرف كيف تشرق الشمس في الصباحات التي تسبقني فيها، في بلد لم أسمع عنها أكثر من بعض حكايات عابرة من صديق زارها، في الحقيقة لم أكترث يومًا بشكل حقيقي لاسم المنطقة التي تحتويك بين أضلعها الآن، وعرفتك، في ليلة ماطرة بعيدة، كنت أبحث فيها عن مظلة ورفيق، وظهرت أنت، ومددت يدك لي هناك، بوجهك الطفولي الوسيم، ونظرتك الحانية المهذبة، لم تبتسم لكنك قلت لي:" أنا أبتسم الآن"، ومشينا هناك قرابة شهرين من الزمان فيما بعد منتصف الليل، وافترقنا في نهاية الطريق، غريبين كما ابتدأناها.. وعرفتك، عرفتك أكثر في البعد، اهتممت ببلدك ومنطقتك وصرت أود لو أعرف أسماء الشوارع وأرقام البيوت، وصرت أتخيل مشاعر الشوارع التي تدوسها، والزهور التي تغازلها، والأوراق التي تلمسها، والأصدقاء الذين تحتضنهم حين يحزنون، صرت أرغب بشدة لو أكون الغطاء الذي يمنحك الدفء، والقهوة التي تمنحك المزاج، والنوم الذي يمنحك الراحة، وصار يحزنني ما يحزنك ويغضبني ما يغضبك.. صرت أتحدث معك في جلسات سرية بعيدًا عن أنظار الآخرين على مدار الساعات، صرت أخبرك بكل الأسرار وأبوح لك بكل المشاعر، وصرت أحلم أن تكون أنت السلام الذي في نهاية هذا الخراب، والعطاء الذي في نهاية هذا الفقد، والرضا في ظل هذا السخط، والسعادة الغامرة في طوفان هذا الحزن الذي يغرقني، صرت أحلم أن آوي إليك وأن تأوي إلي، أن نكون صديقين في البداية، ثم حبيبين يبحثان عن غار بعيد ونجوم تخصهما وحدهما، حكايات يرسمانها معًا، دون أحد، وللأبد.. #فوزة_الدراغمة ملاحظة: نصّ متهالك "قديم"