تعرفت على بنت حبيت شخصيتها وكلامها راقي وعاقلة وتقربني بالعمر. تكلمنا لاشهر و وقعت في حبها. للاسف اكتشفت لاحقا انها كانت متزوجة وتطلقت. شعرت بعدم الثقة فيها لانها اخفت عني هاذ الاشي. تعلقي فيها شديد ورجعت اتكلم معها ولحبها ثم اكتشفت انها عندها طفل. تركتها لانها اخفت الحقيقة لكني مشتاق جدا. ماذا افعل
غريبًا كنت، في مدينة لم أزرها يومًا، ولم أعرف كيف تشرق الشمس في الصباحات التي تسبقني فيها، في بلد لم أسمع عنها أكثر من بعض حكايات عابرة من صديق زارها، في الحقيقة لم أكترث يومًا بشكل حقيقي لاسم المنطقة التي تحتويك بين أضلعها الآن، وعرفتك، في ليلة ماطرة بعيدة، كنت أبحث فيها عن مظلة ورفيق، وظهرت أنت، ومددت يدك لي هناك، بوجهك الطفولي الوسيم، ونظرتك الحانية المهذبة، لم تبتسم لكنك قلت لي:" أنا أبتسم الآن"، ومشينا هناك قرابة شهرين من الزمان فيما بعد منتصف الليل، وافترقنا في نهاية الطريق، غريبين كما ابتدأناها، وعرفتك، عرفتك أكثر في البعد، اهتممت ببلدك ومنطقتك وصرت أود لو أعرف أسماء الشوارع وأرقام البيوت، وصرت أتخيل مشاعر الشوارع التي تدوسها، والزهور التي تغازلها، والأوراق التي تلمسها، والأصدقاء الذين تحتضنهم حين يحزنون، صرت أرغب بشدة لو أكون الغطاء الذي يمنحك الدفء، والقهوة التي تمنحك المزاج، والنوم الذي يمنحك الراحة، وصار يحزنني ما يحزنك ويغضبني ما يغضبك، صرت أتحدث معك في جلسة سرية بعيدًا عن أنظار الآخرين على مدار الساعات، صرت أخبرك بكل الأسرار وأبوح لك بكل المشاعر، وصرت أحلم أن تكون أنت السلام الذي في نهاية هذا الخراب، والعطاء الذي في نهاية هذا الفقد، والرضا في ظل هذا السخط، والسعادة الغامرة في طوفان هذا الحزن الذي يغرقني، صرت أحلم أن آوي إليك وأن تأوي إلي، أن نكون صديقين في البداية، ثم حبيبين يبحثان عن غار بعيد ونجوم تخصهما، حكايات يرسمانها معًا، دون أحد، وللأبد.. #فوزة_الدراغمة