كيفك؟ هذا السؤال يشعرنا بالارتباك دائما ً، هذا السؤال وحده كافٍ لإثارة وجع من في قلبه ألم ولوعة.. قد نتخذ من الصمت جرعة مسكن لكل جرح فينا .. هذا السؤال يستحضر الألم والزمان والمكان في لحظة واحدة .. لذلك قد تخنقنا العبارات في الحناجر وتتلعثم الألسن في الاجابة.
إياك تكون الشخص إلّي بترك شخص آخر ضمن نطاق الصراع الداخلي بينه وبين حاله، بمعنى آخر إيّاك توصله لمرحلة التفكير بِ "بدّه وجودي أو يمكن ما بدّه، محتاجني أو يمكن مو محتاجني..!" بمعنى أصح، يا بتكون بالعلاقات أبيض يا بتكون أسود! لأنّه رمادية الشعور غير مرغوبة أبدًا.. وبالمختصر، يا "آه أنا معك.." يا "لأ أنا ما بدي وجودك.." غير هيك لأ! -?.
-لماذا لا نضع في السيرة الذاتية كل دمعة بكيناها ، وكل مشكلة عائلية جعلتنا نقطع الرحم أحيانا ، وكل تجربة حب فاشلة ، وكل فراق لصديق .. وكيف تركنا البيت القديم وكيف انتقلنا من مدرسة إلى أخرى ، وكيف اكتشفنا خيانة الحبيب ، وكيف خبئنا مشكلتنا عن سكر وضغط امهاتنا و تحملنا المسؤولية بهدوء .. كيف قلنا اول كلمة حب ، وكيف تصرفنا بأول يوم جامعي ، وكيف فاصلنا البائع على السعر ، وكيف عدنا نقتص من الصراف المبلغ الناقص ، وكيف صعدنا لأول مرة على المسرح ، وكيف حضنا حزن الصديق ، وكيف كذبنا على المدير ، وكيف جربنا التدخين، وكيف ضمدنا جرح طفلنا الأول ،وكيف استقبلنا الطبيب بخبر مرض الأب و ضعف قلب الأم ، كيف قلنا أول كلمة عزاء و أول كلمة مبارك ! ، كيف " غششنا لأول مرة في الامتحان ، كيف ودعنا الاحباب في المطار .
إلى أين وصلنا ياالله.... و ماذا زرعنا لنحصد هذا الخراب كلّه؟... لن تحصد القمح إن كنت قد زرعت شعيرا... و لن تحصد الشعير إن كنت قد زرعت شوكة... هذا أمر يعرفه حتّى الأطفال الصّغار... إذا، علينا أن نغيّر شيئا ما في صيغة السؤال... ما دام الجَني لهذه الكوارث كلّها، فما طبيعة الشرور التي زرعنا؟
يُهزم المرء بأشيائهِ التي يحبها ،
أنت مآ الذي يهزمكٰ ؟ ??