فجأة ضربني تسونامي رومانسية فـ قمت خلسة بـ قطف تسعة و ثلاثون وردة من حديقة جارتنا التي تعطيك ابنتها و لا تمنحك وردة ، المهم أتيت من خلفها و أغمضت لها عينيها ، نزعت يدي و طلبت منها أن تبقيهما مغمضتين ، وضعت الباقة وراء ظهري ثم وقفت أمامها وقفة مهند أمام نور ، بعد أن تأكدت من أن كل شيء على ما يرام طلبت منها أن تفتح عينيها ، فـ وجدت الباقة - المسروقة - أمامها ، ورود من كل شكل و لون ، أمسكت بـ يدها بـ طريقة كلها حنان و دفئ و همست لها بـ صوت حساس بـ الكاد يسمع " و أخيرا جمعت شملك مع أشباهك الأربعين " . طبعا أنتم تنتظرون مني أن أقول لكم أنها طارت من السعادة و راحت تعانقني و تقبلني ، أنا أيضا كنت أتوقع هذا لكن الجحش الذي في رأسها لم يجد وقتا يستيقظ فيه إلا وقت رومانسيتي بنت الكلب ، ما فعلته هو أنها راحت تعد الورود و المشكلة أنها وجدتهم ثمانية و ثلاثون فقط ، كيف ذلك لا أدري ، إختلطت مشاعر الخيبة و الغضب داخلي فـ لم أجد ما أقوله لها سوى أنني ابتسمت أمامها ابتسامة عادل إمام في لقطة " أنا أبوس إنت " و قلت لها أن الوردة المتبقية يبدو أنه أكلها حمار جارتنا شبيهك التاسع و الثلاثون طبعا .. و يلعن أم الرومانسية و ساعتها و إنتي طالق بـ التسعة حتى قبل الزواج ! ..
دائمآ لما بدك تصحى الصبح حاول تتصبح بشي حلو مثل ضمة حلوة من أمك أو اغنية حلوة ع رواق ، أو ضحكة ولد صغير أو فنجان قهوة تتروق عليه .. أو حتى صورة حلوة ع جوالك تضل تتأملها و أنت قاعد بالتخت حتى تقوم ع شغلك ?المهم أي شي .. بلش نهارك من اليوم بهيك شغلات عشان يضل حلو مثل أي صباح يمر عليك ?
ولتكوني على يقين تام ان مازال هناك وجوه لم تريها بعد ، وشوارع لم تخطوها قدماكي ، وقلوب لم تحبيها ، وكتب لم تقرأيها ، وفناجين قهوة لم تصافح شفتاكي لازال هناك متسع لبعض الفرح والبهجة والحب .. وللحياة .
???اللهم في ليلة الجمعة لا ترد لنا دعاء .. و لا تخيب لنا رجاء .. و لا تسكن جسدنا داء و لا تشمت بنا ٱعداء .. و ٱدفع عنا كل هم و غم و بلاء???
مساء الخير ??
لم يعد المرء يدري لما هو حزين ..وعلى ماذا يحزن؟ أيحزن ع نفسه ؟ على عمره الذي ضاع وكأنه لم يكُن ؟ على احلامه التي وئدت وتبخرت ؟ ام يحزن على رحيل احبابه ؟ أم على وطنه الممزق ودمه المراق ؟ على ماذا يحزن المرء ..؟ولما عليه ان يحزن دائماً.؟ لما لايمكنه ان يعيش سعيد !؟
-"لطالما تعلقنا بكل شيء فلسطيني: ? الأغاني الثورية، الكُتّاب الفلسطينين، الثائرون، الاسرى، المدن والشوارع التي رأيناها في العالم الافتراضي. فنحن أحببنا فلسطين عبثًا، دون ان نراها كلها لأننا خلقنا من تراب فلسطيني، ولأن الإنسان يشعر بالانتماء الى اصله بالفطرة، نحن نحس فلسطين. وادركت. تمامًا ما كان يقصده غسان في رسالته عندما قال: ".... ، و أحسكِ مثلما أحُس فلسطين"??