أنا أفهمك يا صديقي .. أنت تريد بيت كبير و سيارة ألمانية فاخرة و فتاة جميلة و مال كثير تريد أن ترد الدين لكل من إحتقرك في يوم .. تريد أن تقهر تلك الفتاة التي تخلت عنك لأنك لا تملك المال لإسعادها .. تريد أن تمر من ذلك الحي الشعبي بسيارتك الفاخرة حتى يتهامس عنك الجيران و يقولون هذا إبن فلان .. تريد أن تتمناك الجارة زوجاً لإبنتها .. تريد أن تصبح حلم كل فتاه تريد أن ترد الجميل لأمك تريد أن ترفع رأس أباك الذي أنهكه العمل الشاق .. تريد و تريد و تريد و لكن هذا البلد لا يريد .. يا من تريد اذا كان هذا الكلام يعنيك لا تيأس يا صديقي.
حسنًا ، أنا شخص مُمل جدًا ، لا أجيد التحدث لوقت طويل ، أو لا أعلم عن ماذا أتحدث فـ حياتي هادئه و مُمله أيضًا ، لدي ذوق رديء في الموسيقى ، و في إختيار ملابسي ، و لا أستطيع أن أجاملك فـ أنا أقول ما أشعر به فقط ، لست أملك ما أقدمه لك ، فـ لا تنتظر أن أبادلك شعور بـ الحُب أو الكُره فـ أنا فارغ تمامًا ، أحب غامبول و سبونچ بوب و ديدبول ، هؤلاء هم أبطالي المُفضلين ، أقع في غرام كل ما لا يمُت للواقع بصِلّه ، لم أعِش قصة حُب طويله أو كاملة ، دائمًا كانت تنتهي سريعًا و بدون سبب ، لا أملك أصدقاء ، و لكن لدي ثُقب في مُنتصف صدري ، يتسع تدريجيًا كلما تذكرت كم الخيبات التي أصابتني ، كلما نظرت إلي في المرآة و رأيت شخص غيّر الشخص الذي إعتدت عليه ، ثُقب يبتلع روحي رويدًا رويدًا ، حتى جعلني وحيدًا في غمرة حُزني و يأسي ، لطالما كنت مؤمن أني في هذا العالم عن طريق الخطأ ، لم أشعر قط أنني أنتمي إلى هذا المكان ، في النهاية لا أحد يهتم ، وداعًا!
أعرف أنني على الطريق الخطأ، وأعرف أن الحالة التي وصلت إليها لا تناسب ربيع شبابي، أدرك مدى خطورة استمراري في هذه اللا مبالاة، وأعرف أن لا أحد غيري سيتحمل توابع الطريق الخطأ، أحفظ قصص الأمل عن ظهر قلب وبـإمكاني أن أخبرك سوداوية المستقبل الذي ينتظرني لمجرد أنني أتكاسل عن اتخاذ خطوة واحدة في الحاضر، إنني أعاني يا صديقي، لكن معاناتي ليست في الإكتئاب، وإنما في فقدان الشغف..فجأة أبكي لأنني أملك كل الحيل التي تجعلني شخصًا أفضل لكنني لا أستطيع القيام بها، بلا سبب بلا رغبة، فقد لا أستطيع القيام بها لأنني لا أريد، فجأة أبكي لأن حالي لا يعجبني، لا يروق لأفكاري، ولأنني أرى التعاسة واليأس من بعيد ومع ذلك لا أخطو خطوة واحدة من أجل تجاوزها أو خلق حياة أفضل، لديّ الكثير من الأحلام والأمنيات والأفكار التي حتمًا ستجعل حياتي رائعة أو على الأقل ليست بهذا السوء الذي ينتظرني، ومع ذلك أعجز عن فعل أي شيء؛ لست بائسًا يا صديقي، إنني أعاني كرجل يجلس على قضيب القطر لا يهتم لصوت القطار الذي يقترب منه، لا يقدر من الأساس على النهوض والإبتعاد عنه، يعرف أن الموت قادم نحوه ومع ذلك لا يكترث لأمره، لا رغبة لديّ في القيام بأي شيء، لا رغبة لديّ في التغيير رغم أنني أرفض وألعن وأتمنى الخلاص من هذه الحالة، لكنني أعجز عن فعل أي شيء، لستُ مكتئبًا، لست كسولًا، لا أحتاج لمن يحدثني عن الأمل والكفاح والنجاح، أحفظ كل هذا وأعرف خطورة ما أنا عليه الآن، أنا أعاني ما هو أسوأ من التعاسة ومن اليأس والإكتئاب، ليس أكثر من أنني فاقد للشغف اتجاه كل شيء.
ويجب أن أعترف بأنني من الأشخاص الذين لا يطاقون في نهاية الأمر ، أولئك الذين يشعرون أكثر مما ينبغي ، الذين يحتاجون لكلمات معينة يسمعونها ، وأن لا كلمات تدهشهم غير تلك التي استبقوها في مخيلتهم ، إنني من تلك الفئة الملولة التي ترفض الأشياء المكررة ، والكلمات المُعادة ، والوجوه المتشابهة ، فئة المجانين الذين يعيشون في هروبٍ دائمٍ من كل التفاصيل ، ويضلّون طريقهم غالبا ومن ثم يجلسون يبكون بتفاهة مستفزة ، ورغم ذلك فإنني أعتقد أن الأسوأ من هذا هو كوني شخصاً متناقضاً ومزاجياً إلى حد يسبب الدوخة لي أولاً! ستجدني تارة مغنياً مجنوناً مولعاً بالصخب ، مرة أخرى ستجدني كاتباً كئيباً توشك أن تكون أطراف أصابعه زرقاء داكنة أو رمادية اللون ، مرة ثالثة ستجدني طفلاً طيباً له عينين صافيتين ، وقد تجدني أيضاً شخصاً عادياً ومملاً كالذي يقوم بدور أحد المارة في مشهدٍ ما ، وقد تراني ذكيا جداً أحياناً وغبياً بفداحة أحياناً أخرى ، ولا تتعجب إن رأيتني أحبّك بشدة في لحظة وفي اللحظة التي تليها مباشرة أطردك ! ولكني على أية حال أظنني شخص طيّب ، أقلها لا أؤذي أحداً عن قصد ، لا أسرق فرحاً من جيب أحد رغم تضوّري جوعاً والأهم من ذلك أنني لم أفرض نكاتي السخيفة يوماً على أحد وهذا يكفي.. يجدر بي أن أقول أخيراً إﻧّﻲ ربما بعدما أُنهي هذا النص أذهب لمشاهدة أحد المسلسلات الكرتونية السخيفة، ربما أشاهد المعتوه سبونج بوب ، أو قد أتشاجر مع هذا الحائط لأنه منذ مدة طويلة يقف في وجهي.
سلااااااام?الغريب فيكي إنك بتعرفي تصيري حلوة وقت مابدك، ما عم احكي عن الشكل لأنو مافي حدا شبهك اصلاً لا بجمالك ولا بتفاصيل وجهك، بس انتي فعلا بتعرفي تفرضي جمال روحك ع كل شي حواليكي ، بتغطي بجمالك الداخلي كل الزعل والكأبة.. بكفي ضحكتك إليّ مش عارف لهس انتي بتضحكيها ولا هي إليّ بتضحكلك .