إقبليني بِالسواد الدائر حول عيني ، بملاحظاتي للتفاصيل الصغيرة و تضخيمها ، بمزاجي الشديد المتقلب ، بأحاديثي المثيرة لِلضجر ، بتعجرفي و كبريائي الطفولي ، بخجلي الذي بِلا سبب ، بغيرتي ذات الطابع الشرقي ، بفلسفتي البائسة و المتشائمة ، إقبليني بأنانيتي التي تريدكِ أن تكوني لها فقط ، إقبليني بصمتي عندما يتوجب علي الصراخ ، إقبليني أو إقتليني ? ...
ذلك الشيطان الذي قمت بطرده قبل سنوات قد عاد إلي اليوم في منتصف الليل وها هو الأن في زاوية الغرفة يرمقني بنظرات غريبة ممزوجة ببريق الإشتياق والإستياء ويقول لي بين حين وأخر إنتحر وأستحلفك بأنني لن أنكر هذا أمام الله وأقول أنني بريئ مما فعلت مثلما تفعل عشيرتي ، إفعلها وسأتحمل ذلك العذاب بدلا عنك فأنا لم أعد أطيق النظر إليك وأنت بهذه الحال ?
لبنى حبيبة الشعب ?"كائن مملوء بالشك، مصاب بالقلق، مشاعره مضطربة، روحه مثقوبة، يتنقل بين الشخصيات، يرتدي العديد من الأقنعة، مزيف، منعزل، لامبالي، يعيش بوعي مفرط، فاقد للإحساس بالوقت والمكان، أعماله مؤجلة، وسقف طموحاته سقط على رأسه، تسلل إليه اليأس، ولم يعد لديه شغفٌ للحياة، لكنه مُجبر على ممارستها. ?
العالم لم يتغير ولا يتغير ولن يتغير ؛ ما يتغير فعليا هو انت الطريقة التي ترى بها العالم ، عينيك التي تنظر بها الى الاشياء ؛ عين الحالم ، عين المجتهد ، الساخط ، الراضي ، الساخط مرة اخرى ، التائه ، الغاضب ، الفرح ، اليأس او المشفق على نفسه وعلى الآخرين .