أقف أمام قبرك عاجز ، أُكذب التراب الذي يحتويكِ، أُكلمكِ وكأنكِ ما زلتِ حية والآخرون حولك هم فقط أموات ، أحدثكِ عن مرارة الحياة دونكِ، أحدثكِ عن مدى اشتياقي لكِ وتمزيق فراقكِ لي. أُناجي ربي كُلَ يوم أن يعجّل في لقائنا ، رباه لا زال عَقلي لا يستوعب فُراقها . يا جَنتي أينَ أنتِ ! عانقيني، قبليني، إحتويني، ففراقكِ آلمني ، لم اكن اتوقع انه سيأتي يوماً أقف فيه أمام قبركِ ، يوماً أرثيكِ فيه وأعيش على ذكراكِ وأتمنى لقائكِ، كنت أعتقد أنَ الموت يقابل الجميع إلا انتِ يا جنتي ! كنت أعتقد انك دائمة في الحياة والأخرون راحلون لكن القدر كذب جميع اعتقاداتي وايقظني على واقع مرير ارفض التأقلم فيه . انتِ يا امي لا زلت حية خالدة في عقلي وفي قلبي، لا زلتُ أسمع صوتك وضحكتك كل يوم ، وما زالت صورتك متمثلة أمامي فأنت لا تغادرين ذاكرتي وفي كل نفس أتنفسه اتنفس فيه امل رؤياك . أمي جميلتي رحمك الله يا نبضي الراحل لن أقولَ وداعا أمي . . سأقولُ إلى لقاءٍ يجمعنَا ذات يوم ، ذاتَ جنّة ابنك الذي لن يقطع دعائه لكِ?
صباح الورد كيف حالك الآن ؟ أناضل لأحافظ على ثباتي .. كحامل الذنوب على الصراط .. يتوق الى العبور .. يتنفس الجحيم .. يخاف السقوط .. وهناك جنة عُلقت روحه بها..