رسالة إلى اللّه.. أعلم أني في يوم من الأيام سأعيد لك العمر الذي منحتني إيّاه..كما تعاد السيارات المستأجرة.. سأركنها بهدوء وأسلمك المفاتيح ثم ستفحصه أنت جيداً.. ستجد خدوشاً في كل مكان وترى أنني كنت أقود طوال حياتي بدون مرايا جانبيه..بل كنت أنظر فقط إلى المرآة التي في المنتصف لأنظر إلى الخلف.. فباغتني المستقبل.. وكنت أقود بلا مصابيح ولم أكن أخفف سرعتي عند المطبات.. وأنني قلبت عمري أكثر من مرة..وعملت حوادث في كل مدينه مررت بها.. وستجد في صندوق القلب اوراقاً لمخالفات كثيرة.. ولكن ..كنت جيداً..لم أقتل به أحد ..رغم أنهم كانوا يعبرون فجأة من أمامي.. فاارجوك رفقا بي يا اللّه..حاكمني على نيتي لا على قيادتي..?
ذلك الشيطان الذي قمت بطرده قبل سنوات قد عاد إلي اليوم في منتصف الليل وها هو الأن في زاوية الغرفة يرمقني بنظرات غريبة ممزوجة ببريق الإشتياق والإستياء ويقول لي بين حين وأخر إنتحر وأستحلفك بأنني لن أنكر هذا أمام الله وأقول أنني بريئ مما فعلت مثلما تفعل عشيرتي ، إفعلها وسأتحمل ذلك العذاب بدلا عنك فأنا لم أعد أطيق النظر إليك وأنت بهذه الحال ?
أنا أقدّر جميع الأشخاص الذين تلقّوا في حياتهم ولو لمرّة واحدة، خبر وفاة مباشرةً على الهاتف، أو وجهًا لوجه. أقدّرهم على قدرتهم في المضي بعد تلك اللحظة التي تلقّوا فيها كلمة، اثنتان أو جملة مكوّنة من كلمات غير مفهومة مثل "لم يعد بمقدورنا مساعدته" أو "ربنا اختار له الأحسن". إن الإنسان لمجرد تخيله مثل هذه المواقف، تتوقّف جميع أحاسيسه، يذهب إلى مكان بعيد ولا يعود. أنا أقدّر كل الذين عادوا، إلى أماكنهم بعد تلك اللحظة. وإن لم يعودوا كما كانوا.
"لست رومنسيا للأسف.. كل مرة أواعد فيها فتاة تعجبني ، إلا و قمت بكارثة ! كارثة على مستوى الخطاب نجلس في المقهى ، فأحدثها "عن الطقس" ، و لا أنتبه لجمال قميصها الأسود .. أصبح كطفل حين أتذكر ذلك، و لا أدري لماذا أقول هذا الكلام.. ابدأ بالحديث عن سلام دانك، و البوكيمون و هزيم الرعد و أحدثها عن مجتمع السنافر و عدالته الإجتماعية .. بينما كانت تقاوم ملامح وجهها كي لا تبدي إستغرابها من هذه المواضيع التي لا تمت للقاء بصلة. أشرب قهوتي مرة أخرى ثم أحدثها عن "بل غيتس" ، فقط كي ابين أنني مثقف في حين كلها ثراء .. وأن الرأي العام يهمني جدا و لأختم بالقول ..؛ أن الحب هو فقط لإنجاب طفل . تبتسم المسكينة ك غيرها ، تمسك يدي لتنقذني من هذيان الأفكار ، فهي تعلم أني أحاول الهروب من سياق يتسم بِسحر عينيها و جمال بساطتها .. حينها يشتد بي الاضطراب فأقول .!! هل تعلمينَ أن الوضع في الأردن لا يسير على ما يرام!" ياااه لحماقاتي تلك .