يعزو كثير منا ما يتعرض له من نكبات، أو عثرات، أو إخفاقات في الحياة إلى ما نطلق عليه الحظ السيئ أو سوء الطالع. بل أضف إلى ذلك أن كلمة حظ، سواء كان هذا الحظ سيئًا أو جيدًا، أصبحت تتردد كثيرًا على ألسنة الناس، وذلك لعزو ما قد يقع لهم من أمور لم تكن في حساباتهم إليه، بل قد يصل الأمر بالبعض إلى أن يجعل الحظ محورًا وسببًا أساسيًا لكل ما يقع له في حياته، بخيره وشره، فنجد كثيرًا من الأشخاص يصفون من يُوفق للخير بأنه ذو حظ جيد، أو ذو حظ عظيم، بينما يصفون من لا يُوفق للخير والنجاح والسعادة، أو من يتعرض لنكبات وإخفاقات متكررة في حياته، بأنه ذو حظ سئ، أو قليل الحظ. ومن هذه المنطلقات نشأ الكثير من التقاليد والطقوس التي من شأنها، بحسب ما يعتقده بعض الناس، أن تزيل الحظ السيئ وسوء الطالح وتجلب الحظ الجيد وحسن الطالع، فعلى سبيل المثال، تجد بعض الناس يرتدي أسورة أو قلادة معينة، بزعم أنها تجلب الحظ، أو تبعد الحظ السيئ، وكذلك رمي الملح على الكتف الأيسر ثم نفضه من أجل التخلص من الحظ السيئ، ومن بين هذه الطقوس أيضًا، ما يحدث في حفلات الزفاف من الفتيات في العالم العربي، حيث يقمن الفتيات بقرص العروس لكي يلقين نفس مصيرها ويحالفهن الحظ في الزواج. فهل بالفعل هناك شيء اسمع الحظ السيئ ؟ وهل للحظ، خيره وشره، أسس علمية يمكن أن نبني عليها استنتاجات بأن شخص ما سيء الحظ أو جيد الحظ؟