ما الحب إلا للحبيب الآخر الذي قابلته بعدما ثُقِّلَ قلبك بالجروح و تشّوه بالندوب ، بعدما كان قلباً بتولاً غضاً كقلب الطفل ، الذي جاء بعد أن تعلمت درساً قاسياً ، أنك كنت ساذجاً ، و أن الحياة ليست سخية كما تظن ، و ان الأحبة يرحلون ، و أن الدرب طويل وعر ، و أن الروح عليلة ?
نورر ? زمانن عنكك ? - لديكَ عائلة تحبك ، عدد قليلٌ من الأصدقاء الجيدين ، طعام متوفر متى جعت ، وسقف فوق رأسكَ ، إذاً أنتَ أغنى مما تعتقد ? احمد الله ...
و إني أكثرهم حباً ، و إن كنت أقلّهم وصلاً ! و إني أشدهم ذكراً لك بين الآذان و الإقامة ، و في غسق الدجى ، فإذا سجدت في هزيعٍ من الليل تعوذت بالله من النار و من فقدك ، و سألته عفوه و حبّه و وصلك ?
عندي تقبّل ذاتي و حُب كبير إلي ، رغم شكلي اللي مش كتير بيرفيكت ، و حبوب وجهي ، و نحافتي و تفاهتي ، و مزاجيتي المتقلبة جدا ، حُب كبير إلي لأني قدرت أوصل لهون و أضل أحب مين أنا ?
ناجيت الله كثيراً أن يقرب مني أحدهم ، لقد استخدمت كل مناهج الدعاء بأن يبقيه بقربي ، لكن الله لم يستجب ، بكيتُ حتى أصابني العمى ، كان سؤالي الحزين بماذا قصرت كي لا يستجاب دعائي مثل البقية ؟ الآن بعد مرور مدة طويلة على البعد أخبرت الله نفسه الذي اعترضت على قدره ، شكراً يا الله أنك اخترت البعد ، كان الله وحده يعلم كارثة هذا الإقتراب ?
متابعتكك ? - كتبت لك رسالة طويلة ثم تذكرت أنك لا تحب الرسائل الطويلة فحذفت نصفها ، ثم تذكرت أنك لا تحب القراءة فحذفت معظمها ، حتى كتبت لك كلمة واحدة ثم تذكرت أنك لا تحبني فحذفتها !
قالت له مراراً : انتبه أن تجبرني في يوم من الأيام ليكون البعد عنك أهون من وجع التواجد معك . لم يكن يبالي بما تقوله ، يراهن واثقاً بالحب الذي يحمله قلبها .. لكن كان عليه أن يتصور مدى اتّساع الجرح و هو يضرب في المكان ذاته و لا يبالي .. الآن لم يكن بإمكانه لمس الجرح أو مداواته ، ما عادت يديه تمون ??
لو إلك شهور ما تواصلت معي ، و بعدين لقيتك بتحكي معي عشان خدمة أو نصيحة أو مصلحة بصراحة إنت " most welcomed " "مرحب فيك " ما في أي حرج إنك تلجأ إلي و انت محتاج ، أنا بعرف مشاغل الحياة و تحدياتها ، و مقدّرة إنك شايفني بقدر أساعدك ، سيبك من الدعاية إللي على سوشيال ميديا و رسايل الرفض و الكره و الأنانية ، الدنيا لسا بخير ??
من أكثر التوجيهات التي أسمعها من المحيطين بي " يجب أن تكون طبيعياً و تخفف من غرابة تصرفاتك " و عندما أسألهم " ما معنى أن أكون طبيعياً ؟" تأتيني الإجابة غالباً بـ " أن تصبح مثلنا تماماً " لذا أسأل الله كل يوم أن لا أكون طبيعياً أبداً ?.
و ما توفيقي إلا بالله .. " جوات حالي بعرف إنه الحياة كلها بإيد ربنا و كلشي فيها مقدّر من ربنا .. بس الإحساس بهاي المعرفة ما بكون مصاحبني دايماً .. عشان هيك بحس بنعمة و فضل لما بأوقات و ظروف و محكّات بالحياة بحس بفضل و رحمة من ربنا اكتر مما جواي بفكر إني بستحق مقابل تقصيري .. شكراً يا رب " ?
قال متوجعاً : " عندما بدأت بالصلاة ... شعرت بتعلق جسدي ع الارض في السجود ، كأن جوارحي كانت عطشى للعبادة و كأنها تعاتبني لماذا حرمتها من الصلاة ؟ كلما رغبت بأن أرفع رأسي من السجود همست لي روحي " ابق قليلا " احتجت إلى أن أصلي بشدة ... أردت أن أقف أمام الله مستسلماً . و مع ترتيل الآيات .. و همسات الدعوات .. و بين سبحانك ربي الأعلى و الله أكبر .. بحت بكل شيء . بحت بكل شيء على سجادة الصلاة .. كأنني لم أشتكِ إلى أحدٍ في حياتي من نفسي .. و من بُعدي ..و من ضعفي .. و من ذنبي .. شعرت بالراحة بعد الصلاة ، أردت النوم على سجادتي بعد شعوري بالأمان ، عرفت حينها بأنني أنا الذي حرمت نفسي من حياتها ، لأن الصلاة هي الراحة المكتوبة للبشر على هذه الأرض . "