لأنني أمشي على شاطئِ البحر , وإن لم أنتبه بشده الى مكان قَدمي سوف أغرق في وَحلها , والمبادئ هي التي تَحميك مِن ذلك , وحين تتنازل عنها سًتغرق , مهما ظَننت أنك في أيدٍ أمينة .
َكَيف يُمكن ذلك ؟ كُل تِلك المشاعر الهائمة وكُل الظنون الخائنة , وَكل الأفكار الجامحة والأمور شِبه التافهة , ومَع كل هذا أقف ساعة قَبل أن أبدأ بالكِتابة , أسرح في كُل حرفٍ يمكن كتابته .. وفي كُلِ كلمة يمكنُ صياغتها , أسرح في تفاصيل الخيال , ثُم أَقع ... أَقع إلى أسفل الدرك حيثُ لا حبر للكتابة إلا الأسود , لا وُرود جميلة .. لا شروقَ للشمسِ ولا غروبَ للقَمر , بِدون تلكِ الإبتساماتِ المزينة والعيونُ الفاتنة , بِدونِ أي شيء يُمكِن له أن يسعدك , وفي نِهاية المطاف وَبكل برود يخبرك ... لِم أنت حزين ؟ -- لأنك يا عزيزي لم تزر أسفل القاع مَعي .
أصعب من الرجوع إلى الكتابة , هو الرُجوع بالكتابة , فـ أشعر أني أعود لسابِقي كما كٌنت بالوهلة الأولى , بنفس تَفاصيل ذاك الحبر الأسود الدنيء , أتمنى لو كُنا بِلا ذاكرة , لإبتسمنا للجميع دائما دون الشعور بالذنب .