كُنت كريماً فسقطت , وأصبحت لئيماً فهويت , ورأيك مسكيناً فحزنت , وحين إبتسم تعاطفت , ومددت يدي فَأمسكت , وحين نهضوا من على ظهري وَقعت , نازعت و ضَحيت وقدمت , وبلا مسكنٍ لفترة كبيرة بقيت , حتى إختلطت بكلاب الشوارع وتفاجئت , أن معظمهم من البشرِ بل جميعم وإن أخطأت , فسرت بحذرٍ شديد حتى إنتقمت , من قلبي الذي من أجل إبقائه نقياً عملت , وهآ أنا أُمسي غنياً بالضوء وإن أظللت , وكبيراً بالعمر وإن شببت .
وكذلك أنا , لو واجهت ذاك الشخص عظيم الأهمية وأردت أن أساله سؤالاً سأصمت وأكتفي بالإبتسام .
وما هي تلك الامنية التي لا تصاغ على شكل سؤال ؟!
أنت الآن في حلم جميل جداً , وصحوت مِنه سعيداً ولكنك لا تذكره جيداً , حتى إضمحل ولم تذكر منه أي شئ سوى انك سعدت به , وأخبرت أن تتذكر أي شئ عن الحلم ؟ هل ستحاول من أجلي أم ستكتَفي بالإبتسام به .
مع أن الحديث عن الغائِبيـن سئٌ جداَ , خاصة في ظل غِيابهم الطويل , غيابَهم الذي لا رُجوعَ به , أول ما قد يتولد بِه ذهني عند خطاب غائِب أوشك أن يموت بـ غيابه , أسئلة كثيرة .. لا تَتضمن حديث عن حاله وكيف يُمسي وماذا يَفعل , كل ما تريد معرفته هل لا زالت كَما كُنت أم ان جاذبية الحياة تماماً كالأرض , تًحكمت بك ومَنعتك من الطيران في أحلامك كَما وَعدتني وَوعدت نفسك , |أنا من الكثيرين الذي لا يجيدون فن الخطاب المنقم والذوق الرفيع في الحديث , أحاول فقط حينَ أكتب أن لا أقصد بحديثي شَخص معين ولكن ذاكرتي إقتصت إلا أن تكون أنت , أكتب لك هذا الحديث بّعد زمن طويل كُنتَ ولا زلت به شَخصاً جميلاً وأتمنى حين أراك للمرة الأولى , أن لا يتشوه مجسمك الذي لطالما رَسمته نظيفاً , خالياً , عَفيفاً وَ نقياً .