ما هي نظرتك لهذا العالم ?..!
سؤال عميق. في الحقيقة أصبحت الإجابة مركبة. حاليا أستخدم عدة مواقف ابستمولوجية في نفس الوقت، حسب الموضوع الذي أتعامل معه. فهناك معايير ذاتية تحكم نظرتي لبعض الموضوعات، و معايير موضوعية صارمة تحكم نظرتي لموضوعات أخرى، و أحاول ألا أخلط بين الاثنين كما يفعل معظم الناس. فمثلا، موقفي الابستمولوجي -حاليا- تجاه بعض الموضوعات العلمية التي أدرسها أو أكتب عنها، هي "ما بعد الوضعية postpositivism" أي أنني أعتقد أن الإنسان يمكنه أن يمتلك الأدوات التي تؤهله ليقترب من فهم "الحقيقة المجردة" لكن في النهاية لابد للباب أن يكون مواربا و ألا يكون اليقين مطلقا في الاستنتاج، لأن أدوات البحث تتطور و يمكن فهم الحقيقة بشكل أفضل مستقبلا، فعلى الانسان -في المجال العلمي الأكاديمي- ألا يكون دوجمائيا و أن يتقبل دوما أن تتغير نظرتنا للحقيقة حين تظهر أدلة جديدة. و أحيانا أميل في التعامل مع بعض الموضوعات للنسبية relativism. على المستوى الشخصي تتنوع نظرتي للمسائل فأحيانا تكون الحقيقة ذاتية غير موضوعية مرتبطة بالحدس و المشاعر -كالعلاقات الشخصية مثلا- و أحيانا أتعامل من منطلق أن بعض الحقائق تتبلور بفلسفة ال social deconstructionism اي ان الحقيقة احيانا ما تكون "ما اتفق عليه الناس انه حقيقة" حتي و لو كان خطأ بشكل موضوعي. و هذه النظرة يمكن تبنيها لفهم التغيرات و الصراعات السياسية التي تمر بها المنطقة العربية، يجب فهم "الحقيقة" كما تراها القطعان البشرية المختلفة حتى و إن كانت باطلة موضوعيا، لمحاولة فهم ما يحدث. انفر و أحاول تجنب الدوجمائية التي اعتبرها ملاذ ضعاف العقول، و أتمنى أن أكون قد نجحت في ذلك في معظم جوانب تفكيري.