: أولاً دعني أوضح معنى ( مجتمعنا) وهو الدائرة الصغرى التي تحيط بأصحاب (الحوايا) أثناء اختلاف المواقيت وفي ذلك عبرة لأولي النُهى !!! : ثانياً يجب أن نعلم ما معنى الحرية؟ وإلى ماذا تنتمي؟ وعلى ماذا تتغذى ؟ وحتى نصل إلى هذه المعرفة , يجب أن نعود إلى السيرة النبوية الشريفة ونتتبع خُطاها , فهي من سيقودنا بنورها , إلى المعنى الجلي .. : فقد وضح لنا الله تعالى سيرة أنبيائه العطرة , من قبل أن يُكلّفهم بالدعوة إليه , حتى لا يكون للناس عليهم حجة , بالطعن في أخلاقهم , وأمانتهم , المشهود بها لهم من الجميع ,وهذا يعني أن من يقوم بالرسالة كفؤ, ولا يؤخذ عليه أي مأخذ , حتى وإن جهد المبطلون في ذلك , وبعد أن يُكلّف النبي بالرسالة يبدأ بالسر .. : وكما هو معلوم أن الرسول الأكرم عليه وعلى آله الصلاة والسلام قد لبثت دعوته في السر ثلاثة عشر عاماً ! , ثم بعدها أمر أن يصدع بالقول وكانت دعوته كما عَلّمه الله ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) باللين واللطف والأدب ( وإنك لعلى خلق عظيم ) , ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) بالتخيير لا بالقسر( لا إكراه في الدين ).... : فنجد أن الرسول ومن قبله من الرسل , لم يستخدموا القوة والترهيب و(البروباغندا) والضخ والتسويق الإعلامي الهائل .. ولم يرفعوا السيف في وجه أحد , إلاّ من أشهر سيف البغي واعتدى وأراد أن يُطفئ نور الله .. فتلك من أفعال من يدعو إلى نفسه , يريد التسلط على رقاب الناس وعلى أموالهم وعقولهم أيضاً ,وذلك هو الشر المستطير المسمى بالاستعباد ! ولذلك قُتل من قُتل من دعوة رسول الله , وعُذّب من عُذّب ,وطُرد من طُرد وهُجّر من هُجّر , وحوصر ومن معه في شعب عامر, وكل ذلك في سبيل الجاهليّة وقمع الحريّة !!! إذاً يتبين لنا أن الحرية تنتمي إلى الحق والحق بطبيعة الحال ينتمي إلى الخالق ويتغذى باليقين والصدق والإيمان .... : وللأسف الشديد أن كل ذلك استغل للمصالح الشخصية , فتبدلت الحرية إلى عبودية والحق إلى باطل , يتغذى بالكذب والنفاق والتظليل , ولو لم يكن هنالك عشاق للعبودية لما كان ذلك , فالحق أبلج ( قد تبين الرشد من الغي ) , اعرف الحق تعرف أهله , والحق ليس بالمظاهر بل بالأفعال .. : مع الملاحظة أن (مجتمعنا) طيب وعاطفي جداً ويؤتى من هذه الناحية لكن المصيبة عندما تتحول تلك الطيبة والعاطفة إلى سذاجة , سيقبع في ( حوي) الجاهلية منتهجاً نهج القطيع ! : الخلاصة يا علي : أن من لا يملك حرية استخدام عقله لا يملك شيئاً من أمره .
يُقال ما وراء العدم او من العدم او أن هناك خلف الكون في مكان ما عدم ! ألا نجمع المتضادين في هذه الحالة ونُنهي التعريف العام للعدم؟
: معنى العدم أو الخلاء هو المكان الفارغ الذي لا مُتمكن فيه وليس يُعقل في العالم مكان لا مُضيء ولا مُظلم كما أن الخلاء والملاء صفتان للمكان , والمكان صفة من صفات الأجسام , فإن كان خارج الفلك جسم آخر, فقولنا : العالم نعني به ذلك الجسم مع الفلك جميعاً , فمن أين خارج العالم شيءٌ آخر ؟!