: الشهر الكريم كل أوقاته لها لذة فريدة لمن يستشعرها ويتعامل معها كما يتعامل مع الضيف العزيز الذي كلما تذكر رحيله أصابت قلبه غصّة فيحاول إرضائه بشتى الوسائل وبقدر المستطاع حتى لا يغادر إلاّ وهو راضي , وفي ساعات النهار يتبين مدى كرامة نفس المرء إذا ما كانت فوق مستوى الجوع والعطش فتحافظ على أخلاقها الحميدة أم يؤثر فيها فتتضعضع وتنكشف على حقيقتها الرخوة , ومع أنها ساعات قليله لكن فيها امتحان عظيم وشعور بالآخرين المُعدمين , والفطين من يلازمه ذلك الشعور طوال حياته حينها يكون قد وصل إلى رتبة الإنسانية الحقيقية أسأل الله لي ولكم أن يعيننا على أنفسنا وأن نصل إلى تلك المرتبة أو على الأقل نحاول الوصول إليها بصدق ....
: قيل : ثمانية إن أهينوا فلا يلوموا إلاّ أنفسهم ..الجالسُ في مجلسٍ ليس له بأهل, والمقبلُ بحديثه على من لا يسمعه , والداخل بين اثنين في حديثهما ولم يُدخلاه فيه والمتعرّض لما لا يعنيه, والمتأمّرُ على ربّ البيت في بيته , والآتي إلى مائدةٍ بلا دعوه وطالب الخير من أعدائه , والمستخف بقدر السلطان .
: من أبلغ ما قيل في الحلم : لن يبلغ المجد أقوامٌ وإن شرفوا ... حتى يذلّوا وإن عزّوا لأقوامِويُشتموا فترى الألوانَ مُسفرةٌ ... لا صفحَ ذُلٍّ ولكن صفحَ إكرامِ: وجهلٍ رددناهُ بفضلِ حُلُومِنا ... ولو أننا شئنا رددناهُ بالجهلِ: أين هذا مِن مَن يرون الصفح والعفو عاراً ؟!
الله يقبل صيامنا وصيامكم وقيامنا وقيامك وجعل ذنوبنا وذنوبكم مغفوره وعفا الله عنا وعنكم بحق ذا الشهر المبارك .سؤال يدور في عقلي مع كل بدايه لشهر رمضان هل رؤيا الهلال مقتصره ع اهالي سدير ؟!فإن لم يشاهد اهل سدير الهلال هل يتاخر رمضان ويتعذر لعدم الرؤيا!!
: اللهم آمين .... : نعم رؤية الهلال مقتصرة عليهم لأنه يكون في المجال الجوي تبعهم ويطلع من الباب حقهم وإذا نسوا الباب مسكر جلس يحتريهم لين يفتحونه !!! حتى الفلكيين في أنحاء العالم اللي يرصدون الكواكب بما في ذلك القمر ويطلعون تقارير عن حالاتها لمئات السنين قدام وتطلع صحيحة ما يشوفونه !!!
: يحكى أن قنبره أتخذّت أدحيه وباضت فيها على طريق الفيل, وكان للفيل مشرب يتردد إليه , فمر ذات يوم على عادته ليرد مورده فوطئ عش القنبره وهشم بيضها وقتل فراخها ,فلما نظرت ما ساءها علمت أن الذي نالها من الفيل لا من غيره , فطارت فوقعت على رأسه باكية ثم قالت : أيها الملك لم هشمت بيضي وقتلت فراخي وأنا في جوارك ؟ أفعلت هذا استصغاراً منك لأمري واحتقاراً لشأني؟ قال : هو الذي حملني على ذلك .فتركته وانصرفت إلى جماعة الطير فشكت إليها ما نالها من الفيل .فقلن لها : وما عسى أن نبلغ منه ونحن طيور؟فقالت للعقاعق والغربان : أحب منكن أن تصرن معي إليه فتفقأن عينيه فإني أحتال له بعد ذلك بحيلة أخرى.فأجبنها إلى ذلك وذهبن إلى الفيل , فلم يزلن ينقرن عينيه حتى ذهبن بهما وبقي لا يهتدي إلى طريق مطعمه ومشربه إلا مما يقمّه من موضعه.فلما علمت ذلك منه جاءت إلى غدير فيه ضفادع كثيرة فشكت إليها ما نالها من الفيل قالت الضفادع : ما حيلتنا نحن مع عظم الفيل وأين نبلغ منه ؟ قالت : أحب منكن أن تصرن معي إلى وهدة قريبة منه فتنققن فيها وتضججن , فإنه إذا سمع أصواتكن لم يشك في الماء فيهوي فيها.فأجبنها إلى ذلك واجتمعن في الهاوية, فسمع الفيل نقيق الضفادع وقد جهده العطش فأقبل حتى وقع في الوهدة فارتطم فيها , وجاءت القنبرة ترفرف على رأسه وقالت : أيها الطاغي المغتر بقوته المحتقر لأمري كيف رأيت عظم حيلتي مع صغر جثتي عند عظم جثتك وصغر همتك؟! .
: كان اليونان والفرس لا يجمعون وزراءهم على أمر يستشيرونهم فيه , وإنما يستشيرون الواحد منهم غير أن يعلم الآخر به ,لمعان شتّى
منها لئلا يقع بينالمستشارين منافسة فتذهب إصابة الرأي ,لأن من طباع المشتركين في الأمر التنافس والطعن من بعضهم في بعض
وربما سبق أحدهم بالرأي الصواب فحسدوه وعارضوه , وفي اجتماعهم أيضا للمشورة تعريض السر للإذاعة, فإذا كان كذلك وأذيع السر لم يقدر الملك على مقابلة من أذاعه للإبهام ,فإن عاقب الكل عاقبهم بذنب واحد,وإن عفا عنهم ألحق الجاني بمن لا ذنب له .
: اجتاز رجل ببعض المفاوز فظهر له موضع آثار كنز,فجعل يحفر ويطلب فوقع على شيء من ذهب وفضة فقال في نفسه : إن أنا أخذت في نقل هذا المال قليلاً قليلاً طال علي وقطعني الاشتغال بنقله وإحرازه عن اللذة بما أصبت منه ولكن سأستأجر أقواما يحملونه إلى منزلي وأكون أنا آخرهم, ولا يكون بقي ورائي شيء يشغل فكري بنقله وأكون قد استظهرت لنفسي في إراحة بدني عن الكد بيسير أجرة أعطيها لهم ,ثم جاء بالحمالين فجعل يُحمّل كل واحد منهم ما يُطيق فينطلق به , حتى إذا لم يبق من الكنز شيء انطلق خلفهم إلى منزله فلم يجد فيه من المال شيئا لا كثيراً ولا قليلاً , وإذا كل واحد من الحمالين قد فاز بما حمله لنفسه, ولم يكن للرجل من ذلك إلا العناء والتعب لأنه لم يفكر في آخر أمره .:ذلك مثل من استكثر من جمع الكتب وقراءة العلوم من غير إعمال الرويّة فيما يقرأه
: من أروع ما قيل في القناعة : وإن القناعةَ كنز الغنى....فصرت بأذيالها ممتسكفلا ذا يراني على بابه......ولاذا يراني له منهمكفصرتُ غنياً بلا درهمٍ..أمرّ على الناس شبه الملك:هي القناعة فالزمها تعش ملكاً....لو لم يكن منك إلا راحة البدنوانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها..هل راح منها بغير القطن والكفن:أقنع بأيسر رزق أنت نائله..واحذر ولا تتعرض للإراداتفما صفا البحر إلاّ وهو منتقص..ولا تعكر إلاّ في الزيادات
: تحيات وإجلال لشهر الله المعظّم وتهاني وتبريكات لكم أيها الأخوة وأيتها الأخواتوأسأل الله القدير لي ولكم أن يغمرنا فيه بالرحمات والبركاتويجعل حياتنا رضيّة إن كتب لنا مزيداً من الحياة , ويجعل نقلتنا هنيّة إن كتب لنا الممات , مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما .... :