لأرواحكم :)
ذُكر أنه كان ملك من الملوك,حكيم من الحكماء,سيد من السادات,وكان له أولاد صغارمحبوبون له,مكرّمون عليه, فأراد أن
يؤدبهم ويهذبهم ويروضهم ليقوّمهم قبل إيصالهم إلى مجلسه,لأنه لايليق بمجالس الملوك إلاّ المهذبون
بالآداب,والمرتاضون في العلوم,المتخلّقون بالأخلاق الجميلة,المبرّؤون من العيوب.
:
فرأى من الرأي الرصين والحكمة أن يبني لهم قصراً على أحكم ما يكون من البنيان,فأفرد لكل واحد منهم مجلساً,وكتب كل
علم أراد أن يعلمهم إياه في جوانب ذلك المجلس,وصوّر فيه كل شيء أراد ان يهذبهم به,ثم أجلسهم في ذلك
القصر,وأجلس كل واحد منهم في حصتّه المُعدّة له,ووكل بهم الخدم والجواري والغلمان.
:
وقال لأولئك الأولاد:انظروا إلى ماصورت لكم بين أيديكم,واقرؤوا ماكتبت فيه من أجلكم,وتأملوا ما بيّنته لكم,وتفكّروا فيها
لتعرفوا معانيها,وتصيروا من ذلك حكماء أخياراً فضلاء أبراراً,فأوصلكم إلى مجلسي,فتكونوا من ندمائي مكرّمين
سعداء,منعمّين أبداً,مابقيت وبقيتم معي.
:
وكان مما كتب لهم في ذلك المجلس من العلوم أن صوّر في أعلى قبة المجلس صورة الأفلاك,وبيّن كيفية دورانها,وأبراج
طلوعاتها,وكذلك الكواكب وحركاتها,وأوضح دلائلها وأحكامها,وصوّر في صحن المجلس صورة الأرض وأقسام الأقاليم,وخطط
الجبال والبحار والبراري والأنهار,وبيّن حدود البلدان والمدن والمسالك والممالك.
:
وكتب في صدر المجلس علم الطب والطبائع,وصوّر النبات والحيوانات والمعادن بأنواعها وأجناسها وأشخاصها,وبيّن خاصيتها
ومنافعها ومضارّها,وكتب في الجانب الآخر علم الصنائع والحِرَف,وبيّن كيفية الحرث والنسل,وصوّر المدن والأسواق,وبيّن
أحكام البيع والشراء والربح والتجارات,
:
وكتب في الجانب الآخرعلم الدين والمِلَلْ والشرائع والسنن,وبيّن الحلال والحرام والحدود والأحكام,وكتب في الجانب الآخر السياسة وتدبير المملكة,وبيّن كيفيّة جباية الخراج,والكتّاب والدواوين,وبيّن أرزاق الجنود,وحفظ الرعيّة والثغور بالجيوش والأعوان.
:
فهذه ستة أجناس من العلوم يُراض بها أولاد الملوك,وهذا مثل ضربته الحكماء,وذلك أن الملك الحكيم هو الله تعالى,والأولاد
الصغار هي الإنسانية,والقصر المبنّي هو الفلك بأسره,والمجالس المتقنه هي صورة الإنسان,والآداب المصوّرة هي عجيب
تركيب جسده,والعلوم المكتوبة فيه هي قوى النفس ومعارفها.
:
طيّب الله أوقاتكم :)
يؤدبهم ويهذبهم ويروضهم ليقوّمهم قبل إيصالهم إلى مجلسه,لأنه لايليق بمجالس الملوك إلاّ المهذبون
بالآداب,والمرتاضون في العلوم,المتخلّقون بالأخلاق الجميلة,المبرّؤون من العيوب.
:
فرأى من الرأي الرصين والحكمة أن يبني لهم قصراً على أحكم ما يكون من البنيان,فأفرد لكل واحد منهم مجلساً,وكتب كل
علم أراد أن يعلمهم إياه في جوانب ذلك المجلس,وصوّر فيه كل شيء أراد ان يهذبهم به,ثم أجلسهم في ذلك
القصر,وأجلس كل واحد منهم في حصتّه المُعدّة له,ووكل بهم الخدم والجواري والغلمان.
:
وقال لأولئك الأولاد:انظروا إلى ماصورت لكم بين أيديكم,واقرؤوا ماكتبت فيه من أجلكم,وتأملوا ما بيّنته لكم,وتفكّروا فيها
لتعرفوا معانيها,وتصيروا من ذلك حكماء أخياراً فضلاء أبراراً,فأوصلكم إلى مجلسي,فتكونوا من ندمائي مكرّمين
سعداء,منعمّين أبداً,مابقيت وبقيتم معي.
:
وكان مما كتب لهم في ذلك المجلس من العلوم أن صوّر في أعلى قبة المجلس صورة الأفلاك,وبيّن كيفية دورانها,وأبراج
طلوعاتها,وكذلك الكواكب وحركاتها,وأوضح دلائلها وأحكامها,وصوّر في صحن المجلس صورة الأرض وأقسام الأقاليم,وخطط
الجبال والبحار والبراري والأنهار,وبيّن حدود البلدان والمدن والمسالك والممالك.
:
وكتب في صدر المجلس علم الطب والطبائع,وصوّر النبات والحيوانات والمعادن بأنواعها وأجناسها وأشخاصها,وبيّن خاصيتها
ومنافعها ومضارّها,وكتب في الجانب الآخر علم الصنائع والحِرَف,وبيّن كيفية الحرث والنسل,وصوّر المدن والأسواق,وبيّن
أحكام البيع والشراء والربح والتجارات,
:
وكتب في الجانب الآخرعلم الدين والمِلَلْ والشرائع والسنن,وبيّن الحلال والحرام والحدود والأحكام,وكتب في الجانب الآخر السياسة وتدبير المملكة,وبيّن كيفيّة جباية الخراج,والكتّاب والدواوين,وبيّن أرزاق الجنود,وحفظ الرعيّة والثغور بالجيوش والأعوان.
:
فهذه ستة أجناس من العلوم يُراض بها أولاد الملوك,وهذا مثل ضربته الحكماء,وذلك أن الملك الحكيم هو الله تعالى,والأولاد
الصغار هي الإنسانية,والقصر المبنّي هو الفلك بأسره,والمجالس المتقنه هي صورة الإنسان,والآداب المصوّرة هي عجيب
تركيب جسده,والعلوم المكتوبة فيه هي قوى النفس ومعارفها.
:
طيّب الله أوقاتكم :)
Liked by:
ησ ρяσмιѕєѕ