لما حضر حسان بن أبى سنان الوفاة قيل له : كيف تجدك؟ قال : بخير إن نجوت من النار، قيل : وما تشتهي؟ قال : ليلة طويلة أصليها كلها. ودخل المزنى على الشافعي رحمه الله فى مرضه الذي مات فيه وقال له: كيف أصبحت يا أبا عبد الله قال: أصبحت عن الدنيا راحلا وللإخوان مفارقاً ولسوء عملى ملاقيا ولكأس المنية شارباً، وعلى ربى سبحانه واردا، ولا أدرى روحى سائرةُ إلى أين، إلى الجنة فأهنيها أو إلى النار فأعزيها، ثم أنشد: ولما قسي قلبى وضاقك مذاهبى، جعلت الرجا منى لعفوك سلما، تعاظمنى ذنبى فلما قرنته بعفوك ربى كان عفوك اعظم، مازلت ذو عفو عن الذنب لم تزل تجود وتعفو منة وتكرما.