موعظه ☘☘
جـسـر عـلـى الـطـريـق :
وفى الطريق – أيها السائر الحبيب – جسر لابد من تجاوزه وعبوره اذ إن هذا شأن السالكين الى الله – تعالى – فى كل زمان ومكان بل وانه من شأن الانبياء والمرسلين , ذالكم الجسر هو الابتلاء والمحن التى تصيب السائر .
فلابد فى هذا الطريق أن يصقله الابتلاء وأن تظهر معدنه المحنة , قال لله – تعالى – " أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ " ( العنكبوت : 2- 3 ) .. وكان اول تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم بالنبوة انذاره بالاخراج .. قال ورقة : ما أتى رجل بمثل ما أوتيت به الا عودى .. وقال الراهب للغلام : أنت اليوم أفضل منى وانك ستبتلى .. وقيل للشافعى : أحب اليك أن يمكن الرجل أو يبتلى , قال لا يمكّن حتى يبتلى .
فالجسر الى التمكين فى هذا الطريق هو الابتلاء .. ولابد من الصبر فيه الاحتساب والرضا عن الله تعالى وبه , فانه جسر الوصول .. وقد حفت الجنة بالمكاره .. يقول ابن القيم :
" وان تأملت حكمته – سبحانه وتعالى – فيما ابتلى به عباده وصفوته بما ساقهم به الى أجلّ الغايات واكمل النهايات التى لم يكونوا يعبرون اليها الا على جسر من الابتلاء والامتحان , وكان ذلك الجسر لكماله كالجسر الذى لا سبيل الى عبورهم الى الجنة الا عليه , وكان ذلك الابتلاء والامتحان عين المحنة فى حقهم والكرامة , فصورته صورة ابتلاء وامتحان , وباطنه فيه الرحمة والنعمة , فكم لله من نعمة جسيمة ومنة عظيمة تجنى من قطوف الابتلاء والامتحان ".
وللمحن فى هذا الطريق خصائص ومميزات , فكما أن المسلم يجب ألا ينفك عن عبادة ما .. " قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " ( الانعام : 162 ) فلابد أن يكون شعوره بالابتلاء هكذا : أنه فى عبادة يدوم معه فى كل حركاته وسكناته حتى يستصحب نية العبد على البلاء واحتساب الاجر عند السميع البصير " الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ " ( الشعراء : 218 – 219 ) .
وهذا الجسر خطير .. جسر الابتلاء .. فان كثيرا من السالكين ضعفت قوته عن عبوره فرجع القهقرى وترك الطريق .
ثم يطالعك جسر اخر على الطريق .. وهو النفس – نعوذ بالله تعالى – من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .
يقول ابن القيم فى المدارج:
" فالنفس جبل عظيم شاق فى طريق السير الى الله – عز وجل – وكل سائر لا طريق له الا على ذلك الجبل , فلابد أن ينتهى اليه , ولكن منهم من هو شاق عليه , ومنهم من هو سهل عليه , وانه ليسير على من يسره الله عليه .
وفى ذلك الجبل أودية وشعوب وعقبات ووهود وشوك وعوسج وعلّيق وشبرق , ولصوص يقتطعون الطريق على السائرين ولا سيما اهل الليل المدلجين , فاذا لم يكن معهم عدد الايمان ومصابيح اليقين تتقد بزيت الاخبات والا تعلقت بهم تلك الموانع , وتشبثت بهم تلك القواطع وحالت بينهم وبين السير .
فان أكثر السائرين فيه رجعوا على اعقابهم لما عجزوا عن قطعه واقتحام عقباته , والشيطان على قلة ذلك الجبل يحذر الناس من صعوده وارتفاعه ويخوفهم منه . فيتفق مشقة الصعود وقعود ذلك المخوف على قلته وضعف عزيمة السائر ونيته فيتولد من ذلك : الانقطاع والرجوع والمعصوم من عصمه الله . وكلما رقى السائر فى ذلك الجبل اشتد به صياح القاطع وتحذيره وتخويفه , فاذا قطعه وبلغ قلته انقلبت تلك المخاوف كلهن أمانا , وحينئذ يسهل السير , وتزول عنه عوارض الطريق ومشقة عقباتها ويرى طريقا واس
وفى الطريق – أيها السائر الحبيب – جسر لابد من تجاوزه وعبوره اذ إن هذا شأن السالكين الى الله – تعالى – فى كل زمان ومكان بل وانه من شأن الانبياء والمرسلين , ذالكم الجسر هو الابتلاء والمحن التى تصيب السائر .
فلابد فى هذا الطريق أن يصقله الابتلاء وأن تظهر معدنه المحنة , قال لله – تعالى – " أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ " ( العنكبوت : 2- 3 ) .. وكان اول تبشير الرسول صلى الله عليه وسلم بالنبوة انذاره بالاخراج .. قال ورقة : ما أتى رجل بمثل ما أوتيت به الا عودى .. وقال الراهب للغلام : أنت اليوم أفضل منى وانك ستبتلى .. وقيل للشافعى : أحب اليك أن يمكن الرجل أو يبتلى , قال لا يمكّن حتى يبتلى .
فالجسر الى التمكين فى هذا الطريق هو الابتلاء .. ولابد من الصبر فيه الاحتساب والرضا عن الله تعالى وبه , فانه جسر الوصول .. وقد حفت الجنة بالمكاره .. يقول ابن القيم :
" وان تأملت حكمته – سبحانه وتعالى – فيما ابتلى به عباده وصفوته بما ساقهم به الى أجلّ الغايات واكمل النهايات التى لم يكونوا يعبرون اليها الا على جسر من الابتلاء والامتحان , وكان ذلك الجسر لكماله كالجسر الذى لا سبيل الى عبورهم الى الجنة الا عليه , وكان ذلك الابتلاء والامتحان عين المحنة فى حقهم والكرامة , فصورته صورة ابتلاء وامتحان , وباطنه فيه الرحمة والنعمة , فكم لله من نعمة جسيمة ومنة عظيمة تجنى من قطوف الابتلاء والامتحان ".
وللمحن فى هذا الطريق خصائص ومميزات , فكما أن المسلم يجب ألا ينفك عن عبادة ما .. " قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " ( الانعام : 162 ) فلابد أن يكون شعوره بالابتلاء هكذا : أنه فى عبادة يدوم معه فى كل حركاته وسكناته حتى يستصحب نية العبد على البلاء واحتساب الاجر عند السميع البصير " الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ " ( الشعراء : 218 – 219 ) .
وهذا الجسر خطير .. جسر الابتلاء .. فان كثيرا من السالكين ضعفت قوته عن عبوره فرجع القهقرى وترك الطريق .
ثم يطالعك جسر اخر على الطريق .. وهو النفس – نعوذ بالله تعالى – من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .
يقول ابن القيم فى المدارج:
" فالنفس جبل عظيم شاق فى طريق السير الى الله – عز وجل – وكل سائر لا طريق له الا على ذلك الجبل , فلابد أن ينتهى اليه , ولكن منهم من هو شاق عليه , ومنهم من هو سهل عليه , وانه ليسير على من يسره الله عليه .
وفى ذلك الجبل أودية وشعوب وعقبات ووهود وشوك وعوسج وعلّيق وشبرق , ولصوص يقتطعون الطريق على السائرين ولا سيما اهل الليل المدلجين , فاذا لم يكن معهم عدد الايمان ومصابيح اليقين تتقد بزيت الاخبات والا تعلقت بهم تلك الموانع , وتشبثت بهم تلك القواطع وحالت بينهم وبين السير .
فان أكثر السائرين فيه رجعوا على اعقابهم لما عجزوا عن قطعه واقتحام عقباته , والشيطان على قلة ذلك الجبل يحذر الناس من صعوده وارتفاعه ويخوفهم منه . فيتفق مشقة الصعود وقعود ذلك المخوف على قلته وضعف عزيمة السائر ونيته فيتولد من ذلك : الانقطاع والرجوع والمعصوم من عصمه الله . وكلما رقى السائر فى ذلك الجبل اشتد به صياح القاطع وتحذيره وتخويفه , فاذا قطعه وبلغ قلته انقلبت تلك المخاوف كلهن أمانا , وحينئذ يسهل السير , وتزول عنه عوارض الطريق ومشقة عقباتها ويرى طريقا واس
Liked by:
Mohamed Sherif
أثَرْ.
WalidZ
Dalia Nasser (Damo)
mohamed shawke
Maha
shaimaa
Abd Elrahman
أحْمَد | صدقة جارية ~
مُحِب الخٓير | غياب
+1 answer
Read more