كنتُ أرى نفسي سيئة، حُبك لم يشعرني أبدًا بأني جيدة، والآن وعلى بُعد مسافةٍ كبيرة من الغياب أملي ليس إيجادك، لم يعد لدي أملٌ بشيء، لكني أرى نفسِي جيدة جدًا؛ إذ أن قلبي المُعطل عن الشعور مَا زال يحتفظُ بحُبك دون ألمك! ، وبشكلٍ لم أتوقعه إطلاقًا.
ما أكتبه هنا أكتبُه لنفسي أولًا؛ لأني أعود لقراءة أجوبتي بعد دهر، ثم أقارن نفسي بنفسي، هل تغيّرت؟ هل تحسَنت؟ إذا رأيتم سطرًا جيدًا فلا تظنوا أني بجودته، بل إني أحاول أن أكون كذلك.
ضَياعُ الوقت/ العُمر/ ثم خيبَةُ الآمال، لا تنتظروا أحدًا، لا تنتظروا شيئًا، هذه حياتكم فلتعيشوها، ما لم يأتِ لم يُصبح ضمن حياتِكم بعد، و مَا ذهب عنكم تولّى عن حياتكم ليُكمل حياته بشكلٍ آخر . لا تنتظروا ؛ " الحُريّة ألا تنتظِر شيئًا" .
المحرومون لا تعنيهم مسراتكم أغلفتموها أم تركتموها، إنهم ينظرون لتباهيكم بنظرة استخفاف، لأن مسراتكم التي تتباهون بها تسقط أمام القناعة! غلفوا مسراتكم عن أصدقائكم الذين يعيشون نمط حياتكم نفسه، هم الأجدر بالحذر والشفقة أن يكلفوا أنفسهم وأهليهم لتبدو مسراتهم أكبر من مسراتكم. شاركوا المحرومين حياتكم بلا تعالٍ أو مُباهاة ستجدونهم أول من يبتسم بصدق لأفراحكم، وأول من سيمسك بكم حال وقعتم من أعلى إليهم؛ إذ أنهم يدركون نعمة ما وجِد بأيديكم وافتقدوه، و يدركون معنى الحرمان والعطاء ، يعرفون أكثر منكم معاني الحياة الحقيقة بحلوها ومرّها، وبقدر آلامهم تتجلى عظمتهم. لا تنظروا بشفقة إلى المحرومين ، لا تنظروا بريبة إليهم، انظروا لأنفسكم أولًا ثم تحدثوا عنهم؛ قلوبهم مُمتلئة أكثر من جيوبكم.
ما هي طقوسك المفضلة..؟
أكتب لنا عنها أو.. اختصرها بصورة ❤
تبدأ من بعد صلاة الفجر وحتى السادسة صباحًا، هذا وقتٌ مُقدسٌ بالنسبة لي، أحبُّ فيه الهدوء والطمأنينة والروحانيّة، أحب قطرات الماء الباردة وهي تغمرني من رأسي حتى قدميّ، أحبّ دفء الصلاة، و صفاء الذهن، أحبّ السكينة التي تُعانق قلبي مع كل آية من وردي، رؤية آلاء بعينيها الذابلتين وهي تتكلف الإبتسامة توقظها من نومها قائِلةً لي صباحُكِ خير، رائحة النِعنَاع واليانسون مع البَابونج، صوت والدي وهو يُرتل الآيات، تسبيحُ أمّي، أشعُر أن جنّة الدُنيا في هذه السويعات، أشعر بأن الشمس تُشرق من قلوبنا ثم تنتشر في بيتنا لتنتقل إلى السماء! ، كل الهموم مُعطّلة والتفاؤل ينتصرُ على التشاؤم، حتى وإن كنتُ ساهرة ليلي لا يُمكنني التفريط بهذا إطلاقًا، ومن ثَمَّ إذا رأيتموني أبكي صباحًا فاعلموا أن مُصابي جَلَل.
🌼 ~
إلى من رحلوا دونَ كلام، إنّا نشتاقُ إليكم دون كلام! إلى من غادروا بلا وداع، نحن نفتقدُكم بلا لقاء .
حين أقرأ ما كتبته قديمًا، يراودني شعور مختلف لا أستطيع وصفه، كأنني فتاة أخرى أبادلها مشاعر أخرى! أما هذا التساؤل فقد كان شيئًا آخر، كتبتُ ذات يومٍ غفر الله لِي: إن اقتلاع شعور أصبح من لُحمة هذا القلب لهو عسيرٌ وعصيّ على الإنسان، هذه الأيام التي مضت لم تكن بأقل من كونِها قِتالٌ وَ جِهاد، والقِتالُ مكروه، فكيف لو قاتل المرء قلبه وَ دمه؟
تبادلنا الأدوار، أخذتُ عُلبة الماء الصغيرة وسكبتُ على يديها الماء لتشرع في الوضوء، هذا وعاء يتساقط عليه الماء الذي ترك النور على يديها، قالت لي: لا تسكبي الكثير من الماء! وبعد أن أنهت الوضوء تعجَبَتْ كثيرًا؛ علبة الماء الصغيرة ما تزال مُمتلئة للنصف! - لم تُجربي هذا يا آلاء من قبل، لقد جربته مرتين، نفتقد للتأني ومعاني الوضوء بينما نُسرع فيه كإجراء روتيني قبل الصلاة، فضلًا عن كمية الماء المُهدرة! رأيت السعادة على ملامحها الجميلة مؤيدة لكلامي بابتسامة ودهشة، وهذا كان كفيلٌ بإسعادي طوال يومي، قالت لي في اليوم التالي أنها حين شرعت في الوضوء تذكرت وضوء البارحة، وجعلت الماء ينسكب بكمية أقل بكثير لتستمتع بالوضوء بدلًا عن ملاحقة المياه المهدورة!
الذين رفضونا وبادلوا كل الحب بالنكران فهجرناهم .. أيحق لنا الانتقام عندما يحاولون إرجاعنا ؟ ايحق لنا الانتقام ولو بكلمة ! .. أن نقول "لا" ، ونجرح توددهم المفاجئ كما فعلوا ؟! قلبي لا ينادي ب "العفو عند المقدرة" :/