"بدلتُ جلدي تعاليّ"
لم أعد عصبيًا،
لم أعد مُنفصم الشخصية،
صرت سهلًا جدًا مثل
إعراب الجملة الاسمية،
لم أعد أنسى المسؤولية،
لن انسى صباح الخير وقبلة،
تُصبحين على خير وحضني!
صرت صادقًا دومًا أقول الحقيقة،
لا أنقضُ عهدي، ولا أؤجلُ وعدي،
ولا أبيع القضية..!
بدلتُ جلدي، تعاليّ..!
خُذي الأسماء كلها، والقرارات كلها،
خُذي الحدائق والبساتين والصباح،
خُذي المدن والمطر والموسيقى،
خُدي النسيم، خُذي الندى،
خُذي قلبي ضحية، لن أبكيكِ
ولن أكرهكِ كذبًا، ولن أرى في
عينيكِ ضعفًا ولا كسرةً ولا بحرًا
تضيع فيهِ الحيرة والعُقد العصبية!
خُذيني..
كما يُؤخذ طفلًا حديث الولادة..
اغضبي سأقول عفوكِ،
اضحكي سأقول ما أجملكِ،
اصرخي سأقول عاش جنونكِ،
امرضي سأمكث قربكِ، لكن تعالي..
بدلتُ جلدي وحفظت تاريخ ميلادكِ!
-أذهبُ سدى، أنا الهتافاتُ التي جرفها الصخب.
-لاشيء يمّضي نحنُ نعتاد فقط.
ليلةٌ كأنَّها كل الخِلافات!
أخذتُ وسَادتِي واستَلقيتُ
على سَريرِي الخشبِي
كُنتُ شَاردَ الذِّهنِ مَكشُوفَ الحِكاية!
فَحدَّثتنِي الجُدرانُ وَالأسِرَّة
تَماماً بعدَ مُنتصفِ اللَّيل
فِي وقتٍ مُؤذٍ بِصدقِة
تَبادلنا الضَّحكَ والأسئلة
وعِندَ مطلعِ الفجر..
اختفَى كُل شَيء، ولا أعلم!
أهوَ حُلمٌ أم أنَّهُ أثَر ليالٍ عِجاف؟!
قعدتُ صَافنَ الذِّهن لوهنَه!
حَاولتُ أن أتَذكر حَديثنا ولَم استطِع
لا أتَذكرُ شَيئاً مِن الحِوار ولكِن..
آلمنِي سُؤالُ الوِسَادةِ :
"لِماذا تَتَنهد كَثيراً؟".
تَنهدتُ ونمت!
ولا أتَذكرُ مَا الإِجابة.
اليساندرا
__
سنظل نحفر في الجدار
الصمت عار
الخوف عار
من نحن؟ عشاق النهار
نبكي، نحب،نخاصم الأشباح
نحيا في إنتظار
سنظل نحفر في الجدار
إمّا فتحنا ثغرة للنور
أو متنا على وجه الجدار
لا يأس تدركه معاولنا ولا ملل انكسار
إن أجدبت سحب الخريف
وفات في الصيف القطار
سحب الربيع ربيعنا
حبلى بأمطار كثار
سقط العشم ياوليف الروح حَسِبنا أننا لانَهون وهُنْا
حيٌ أنا!..
فـ حتمَاً
هناكَ أسرارٌ خفية
شَنقتُ نفسِي
لم أمت!
رُبمَا لم تكن
موتةً نقية!
عذبتُ نفسِي
صوبت على رأسِي
وأطلقتُ البُندقية!
لم أمت!
أخطأتُ الهَدف
أخطأتُ الهوية!
رُبمَا القدر!..
لاَ يُريدني مَيتاً
يُريدني فقط
ضحية!.
-
-من أنت؟!
-أنا مجرد حادِثةِ إزدواج
حيواناتٍ منويهٍ مع بعضها،
لم أتعامل مع ذاك الوضع بجديةٍ
حينما كنتُ نُطفًة..!
ألستُ أتناقض
كأني اللحن الناشز في السيمفونية؟!
بفضل السُخريةِ النهِمة
التي تهزني وتنهشني،
أنا الصرخة الحادة في صوتي!
والسمُ الأسود في دمي..!
أنا الجرح والسكين أنا الخدُ والصفعة،
أنا الشاهد و الضحية و المتهم و القاضي،
أنا ضياع الفرص و أنا إستغلال السراب،
ألست اتناقض
كأن دويستويفسكي لعني بنص!
أنا الجهل المبصر و أنا العلمُ الأعمى،
أنا المسلمِ بأقواله و الملحد بأفعاله،
أيا من يجهل ما وراء خوف هرقل،
ماذا تعرف عن الحروب النفسيه،
عن معاناة التفكير، عن شدة الإدراك!
ألست أحتظر..!
كأن كلكامش هبط فوق صدري
باحثًا عن عُشبة الخُلود.
"فضحتهم بقع الصدأ .. أُولئك الذين حاولوا اقناعنا بأنهم ذهب" 🖤