لم يكن الأمر يحتاج كل تلك المحاولات للرحيل كانت كلمات بسيطة تكفي للرحيل عني بسهولة عزائي ليس على رحيلك يا صديقي؛ فأنا أعرف جيدًا مساوئي، أخطائي، وطباعي التي لا تحتمل عزائي على غبائي وسذاجتي، ثقتي أن محاولاتك للرحيل عني ما هي إلا محاولات لفهم بعضنا أكثر عزائي على خيباتي في إصلاح ما أفسدته الحياة في علاقتنا ما كان يحدث بعد منتصف الليل وأنا أُعنف وأقسو على نفسي من أجل أن تكون أفضل لك، الكلمات التي كنت أراجعها قبل النطق بها خوفًا من أضرارها عليك لربما تخرج من صدري كلمة تؤذي قلبك مخاوفي الدائمة من رحيلك، الحروب التي خضتها ضد كل الذين قالوا سيرحل فالوقت الذي كانت خيباتك فيه أنني لا أستوعب أنك تبحث عن أقصر الطرق للرحيل نفسه كان يكفي أن تقول لم تعد الشخص المناسب بالنسبة لي لأفهم كل شيء.
لا أقصد أن أؤذي نفسي بهذا التفكير المرهق ومرحلة الإحباط التي أمر بها ولم أنوي أن أدمر نفسي بهذه الأسئلة الخالية من الأجوبة لكن أنا عاجزآ عن انتشال نفسي من هذه الحفرة السوداء بعد أن كانت تحيطني اصبحت تلتهمني.
يؤسفني أن أخبرَكُم أني من أؤلئك الأشخاص، الذي يفضلون الإبتعاد بدلاً من الوجود البارد، ألا أُجيب عن محادثةٍ أعلمُ مسبقاً أنها حروف خالية من المشاعر!، إني من الأصدقاء الذين قد يحادثونك مرةً في السنة إن لم تبادر وتفعل ذلك، وإني أجيدُ الدعاء لأصدقائي أكثر من الحديث، لستُ الأفضل ولستُ مثالياً لدرجة أن أكون صديقُك المفضل، لا يزعجني كوني صديقٌ عادي مهمته الإستماع لك لا أكثر.. لا أملك صفة تملُك من أُحب،إن أحببتُك حقاً، سأرخي من قبضتي عليك، إن لم يجلبك شوقك وشغفك للحديثِ معي، بالطبع لن يجلبْك مطاردتي لك وزني برسائلٍ ومكالماتٍ لا داعي منها، لا أريدُ أن أكون لأحد خيبة وإن إبتعادي ليس لكسرِك بل لأنني أعطيتُ فرص لم ينالُها غيرك! أنا أيضاً لدي سعةَ تحمُل.. إن الإهمال أشد أنواع العقابِ لدي، قد أنهي علاقة بسببه، مهما بلغت أهميتها ومعزةِ أصحابِها، إن التعمد في عدم المراسلة أهون لدي من التجاهل.. حقاً لا يعنيني محبةِ أحد ولا إستلطاف الأشخاصِ لي، أعلمُ جيداً أن القلوب متقلبة، سيأتي يوم ويتغير رأيهُم إتجاهِك على أتفهِ الأمور،مثلاً إن حدث ونسيتَ الرد على تعليقِ أحدهم!، هذا أنا الشخص الذي يحيا بين التفاصيل.. لستُ بكاملٍ ولا بمثاليٍ، أنا فقط نفسي..
"أما عن مظاهرنا و صورنا نحن لم نختر ذلك، و لحكمة كونية ما، منح كل أحد منا نصيبه من الجمال، لكن تذكروا دائمًا أننا لسنا هذه الملامح و لا هذه الأجساد نحن الشعور الذي نخلفه في الآخرين، هذا هو المكيال الوحيد و الحقيقي ثم الأزلي سيُنسى كل شيء إلا ذلك الأثر اللطيف الذي خلفته في أحدهم ...?"
" هل يُجدي نفعاً أن تقولَ لغريقٍ تغمرهُ المياه : تنفس ، أنتَ أقوى مِن الماء، دونَ أن تمد يديكَ إليه لتنقذه؟ كذلِك هو الأمر حينَ يكونُ أحدهم في عمق مُعاناته، بينما أنتَ تُغدق عليهِ عبارات التحفيز التي تستفز ألمه .. إنَ حاجته للإنصات والتفهُم بصمت حينها، كحاجة الغريقِ لليد."