•
•
يقولون : الحُبُّ أعمى ، و أقول أنا إنّي وجدتُ في الحُبِّ بصيرتي ..
عزيزي الله : هل تعلم ما الذي أقصده ببصيرتي هُنا ؟
أشك كثيرًا في ذلك و لكنّي أتمنّى أن تعلم ، و لو أنّكَ قرأت رسالتي الأخيرة لك لوصلت ، حسنًا لا يُهم ، ما أُريد قوله يا عزيزي أنّي و في مثل هذا اليوم منذ عامٍ مضى دخلتُ إحدى معابدك المُرصعة بالذهب ، ذلك المعبد الذي لطالما كانَ مِنبرًا لرجالك ، أولئك الذين يستخدمون مكبرات الصوت الذهبية على منبرٍ من الزان ليدعون إلى عبيدك الفقراء بالرزق ، أتوّقع أنّك فهمت ما أقصد !
حسنًا يا عزيزي لن أُطيل عليك ، كُل ما في الأمر أنّي دخلتُ معبدك بغية الصلاة و إشعال شمعة ، و لا أعتقد أنّكَ ستظُنُّ أنّي فعلتُ ذلك لإيماني بك ! فأنتَ أشدُّ ذكاءً من ذلك كما يصفونك ، لقد كانَ مُبتغاي أن أكون بجانبها ، و لذلك وافقت على الذهاب لتقديس إسمك الأعلى ، و حصل ذلك ، لقد كُنت هُناكَ إلهً جديدًا علي ، ليس ذلك الإله الذي علّمتني أُمّي عنه ، لقد كُنتَ إلهً جديدًا علي ..
دخلتُ حينها المعبد ، بدأتُ بالصلاةِ سِرًّا ، أخبرتُك حينها بأنّكَ آلهتها الذي لا أعلم عنه شيء ، و طلبتُ منك أن تُقربني منها ، و تحببني بها ، و ألّا تُبعدها عنّي ، و كانت جميعُ أدعيتي لها ، لم يخطُر في بالي سوى ذلك ! ستقول عنّي ساذج ؟ حسنًا سأوافقك الرأي ، و لكنّه الحب يا صاح !
لم أكُن مؤمنًا بك ، دخلتُ معبدك و أنا كذلك ، و خرجتُ منهُ على هذا النحو ، دخلتُ معبدك كافرًا بِكَ و خرجتُ مؤمنًا بها .. صلاتي ، شموعي ، دُعائي ، نيراني ، دموعي ، كُلُّ روحانياتي صارت لها ..
كُن بخير يا عزيزي و تذكرني إن وجب الأمر ..
إلى اللقاء ?
View more