يُولد الإنسان في الحياة حيًا بُصراخ ،يفتح الإنسان عينيهِ دون علمِه عما ما ينتظرهُ من آحداث و عواقب و صِعاب ،يتدرج الإنسان في العيش بمحاولة التأقلم مع ما هو مُتاح في حياتِه ،فمنذ الطفولة تبدأ الحياة ما بين نهوضٌ و سقوط يبدأ النجاح الأول في الطفولة هو أن تستطيع المشي لوحدك ، بعد ذلك تعصف الحياة بحياة الإنسان لعالم مجهول الهوية و المصير ،فتعاود الإجتهاد فتكون الفتى المُحافظ و الخلوق و المُجتهد لتكون الأول في مدرستك الإعدادية و الثانوية فتشعر بنجاحك الثاني ، تُعاوِد الكرَّة في شبابُك لتحقيق النجاح الثالث في جامعتُك ،و لكن ستشعر أن معالم مُستقبلك باهتة و مُشتتة رغم أنك تُحقق نجاح تلوَّ نجاح ،ستنخرط في الحياة العملية ستشعر أنك تُطارد خيطًا من الدُخان ،ستسقط و تعلو و تصعد وتهبط و تشقى ولا تلقى ستُصاب بالهوس و ربما فقدان الذاكرة ،ستجد نفسك أنك أصبحت تتناول المُسكنات بكثرة ،علبة السجائر لا تدوم معك إلا أربعُ ساعات ،بعد عناء و تعب لربما ستحصل على المال ولكن ستجد نَفسُك خسرت رُوحكَ الجميلة و ستتزوج دون وعي و تنُجب الأطفال و ستنقلب حياتك رأسًا على عقب ستكبر دون أن تشعر و صحتك ستفقدها رُويْدًا رُويدا ،و ستُطارد جميع دكاترة الأخصائيين ،ستتناول العقاقير و أدوية السكري و الضغط و القلب و تشيب و تموت و ما قبل لحظات موتِك ستسمع الصراخ مجددًا الذي سمعتهُ عند ولادتُك... و ستجد أن جميع الإبتسامات التي أبتسمتها مجاملةً لنجاحاتك ،ما هي إلا لحظاتٌ معدودة و سريعةة جدًا و هذه اللحظات سيخطفها الموت و ستراها في شريط ذاكرتك عند نزع روحك المُنهكة من هذا الواقع الكئيب. #ساهر_ابوساجي