حياة في الظل .. ٥ }
-
-
في الصباح عادت أمي لترديد اسطوانتها القديمة عن وضعي وبأنها لن تكون بجانبي دائماً وأنه يجدر بي التنازل والإرتباط وتكوين حياة ، - وكأنها متواطئه مع ما فعلته بي رسائل - سهام - بالأمس -
في طريقي الكئيب للعمل كانت عبارتها تكوين حياة هي ما شغلني لماذا يعتقد أغلب الناس بأن الحياة مجرد زوج وأولاد ،
إن كانت هذة هي الحياة فهي لاتعنيني خاصة إن كان من سأرتبط به لا يريد مني إلا مساعدته على التكاثر. وهذا ما أكتشفته عندما صارحت طليقي بأني أجهضت ، صراخه لازال يتردد في ذهني في كل مرة يتقدم لي أحدهم ،
كل ما أريده هو تأسيس حياتي ثم الإلتفات إلى حياة غيري وإن كان قطعة مني .ولست كما يعتقدون بإن دراستي لعلم النفس والإختلاط بالمرضى قد أثر علي .
وصلت المكتب وأخذت مكاني وأنا لا أزال أفكر ، بدأت بتقليب أوراق البريد فإذا بي أجد رسالة من - سهام - ،
قبل أن افتحها شتمته في سري طويلاً من يكون وماذا يريد مني أكثر ،
فضلت أن لا أفتحها إلا بعد الإنتهاء مما هو أهم ، وفي هذة الأثناء طلبني الدكتور - خالد - ليعرض علي الذهاب معه لإحدى الجمعيات الخيرية المختصة بالمسنين لحضور ندوة وتقديم الإستشارات ،
بعد إنتهى من طلبه ارتأى أنه في مزاج سلس ورائق فسألته عن جلوسه مع - سحر - في المقهى ، ارتبك حين علم أني رأيتهما وبدأ في الكذب ، - لم تكن قدرتي على كشف كذب الأخرين لتخدعني يوماً -
وتهرب من الموضوع بطريقة ذكية ، كان يكبرني بقرابة العشرة أعوام وخبرته في مجال عملنا كانت تستوجب أن أحترمه هذا غير أنه يملك الحصة الأكبر في العيادة وإن اشتبكت معه قد أقع في مشاكل لا حاجة لي بها .
انتهى يومي في العيادة ولم أستمع إلا لمريضين أحدهما أرملة تخلى عنها أولادها ليعيشوا حياتهم ، ورجل هجرته زوجته ولم يستطع التأقلم على العيش بدونها .
كنت على موعد مع - فاطمة - تناولنا الغداء في أحد المطاعم الراقية وخرجنا للتنزة سيراً على الأقدام ، كان الكثير من الرجال يلتفتون علينا وبعضهم يلقي عبارات الغزل فيما كانت تشد على يدي وتضحك هامسةً في أذني بأني المقصودة ، فمن المستحيل أن يتغزل الرجال بإمرأة حامل .
أوصلتها منزلها في المساء وعدت إلى منزلي ، دخلت ولم تكن أمي لوحدها بل كان الدكتور - خالد - هناك ، استقبلتني وهي تكاد تطير من الفرح ، جلست إليهما بكثير من التملل على أمل أن تنتهي الزيارة بأسرع وقت لكنها أصرت أن يتناول معنا طعام العشاء ، مرددة عبارتها الشهيرة كلما زارنا أحدهم " حتى يكون بيننا عيش وملح "
وبالفعل تناول معنا العشاء ثم شرب الشاي وانصرف ، ما أن خرج حتى بدأت في مدحه وتعداد فضائلة وبأنه الرجل المناسب لي وبأنه يحبني وإلا لما زارنا وأنا رفضت طلبه للزواج ،
لم أشأ أن أدخل معها في أي نقاش من هذا النوع فالنتيجة معروفة ، ستنعتني بالمريضة ككل مرة .
صعدت إلى غرفتي واستسلمت للنوم بسهولة.
في اليوم التالي كان - خالد - ينتظرني أمام باب العمارة وما أن وصلت حتى أخبرني بأنه لم يرد الدخول للمكتب إلا برفقتي ، اصطنعت الإبتسامة ودخلت تحيطني الظنون ،
تصرفات هذا الرجل باتت تربكني أكثر من اللازم فمنذ متى يزورني بغير مناسبة أو حتى ينتظرني لندخل المكتب معاً ، مالذي يخطط له ؟!
وبعد ساعة من وصولي للمكتب وتفقد البريد رن هاتفي النقال
فتحت حقيبتي لأخذه فوجدت الرسالة لاتزال هناك ،اللعنة مالذي أنساني هذة . كانت والدة - سامية - تطلب مني اللحاق بها إلى المستشفى فحالة ابنتها حرجة جداً ،
خرجت على وجه السرعة وصلت المستشفى لأعرف منها أن - سامية - فقدت وعيها بعد وفاة - أحمد- صباح ذلك اليوم في حادثة سير .
-
-
يتبع ..
-
في الصباح عادت أمي لترديد اسطوانتها القديمة عن وضعي وبأنها لن تكون بجانبي دائماً وأنه يجدر بي التنازل والإرتباط وتكوين حياة ، - وكأنها متواطئه مع ما فعلته بي رسائل - سهام - بالأمس -
في طريقي الكئيب للعمل كانت عبارتها تكوين حياة هي ما شغلني لماذا يعتقد أغلب الناس بأن الحياة مجرد زوج وأولاد ،
إن كانت هذة هي الحياة فهي لاتعنيني خاصة إن كان من سأرتبط به لا يريد مني إلا مساعدته على التكاثر. وهذا ما أكتشفته عندما صارحت طليقي بأني أجهضت ، صراخه لازال يتردد في ذهني في كل مرة يتقدم لي أحدهم ،
كل ما أريده هو تأسيس حياتي ثم الإلتفات إلى حياة غيري وإن كان قطعة مني .ولست كما يعتقدون بإن دراستي لعلم النفس والإختلاط بالمرضى قد أثر علي .
وصلت المكتب وأخذت مكاني وأنا لا أزال أفكر ، بدأت بتقليب أوراق البريد فإذا بي أجد رسالة من - سهام - ،
قبل أن افتحها شتمته في سري طويلاً من يكون وماذا يريد مني أكثر ،
فضلت أن لا أفتحها إلا بعد الإنتهاء مما هو أهم ، وفي هذة الأثناء طلبني الدكتور - خالد - ليعرض علي الذهاب معه لإحدى الجمعيات الخيرية المختصة بالمسنين لحضور ندوة وتقديم الإستشارات ،
بعد إنتهى من طلبه ارتأى أنه في مزاج سلس ورائق فسألته عن جلوسه مع - سحر - في المقهى ، ارتبك حين علم أني رأيتهما وبدأ في الكذب ، - لم تكن قدرتي على كشف كذب الأخرين لتخدعني يوماً -
وتهرب من الموضوع بطريقة ذكية ، كان يكبرني بقرابة العشرة أعوام وخبرته في مجال عملنا كانت تستوجب أن أحترمه هذا غير أنه يملك الحصة الأكبر في العيادة وإن اشتبكت معه قد أقع في مشاكل لا حاجة لي بها .
انتهى يومي في العيادة ولم أستمع إلا لمريضين أحدهما أرملة تخلى عنها أولادها ليعيشوا حياتهم ، ورجل هجرته زوجته ولم يستطع التأقلم على العيش بدونها .
كنت على موعد مع - فاطمة - تناولنا الغداء في أحد المطاعم الراقية وخرجنا للتنزة سيراً على الأقدام ، كان الكثير من الرجال يلتفتون علينا وبعضهم يلقي عبارات الغزل فيما كانت تشد على يدي وتضحك هامسةً في أذني بأني المقصودة ، فمن المستحيل أن يتغزل الرجال بإمرأة حامل .
أوصلتها منزلها في المساء وعدت إلى منزلي ، دخلت ولم تكن أمي لوحدها بل كان الدكتور - خالد - هناك ، استقبلتني وهي تكاد تطير من الفرح ، جلست إليهما بكثير من التملل على أمل أن تنتهي الزيارة بأسرع وقت لكنها أصرت أن يتناول معنا طعام العشاء ، مرددة عبارتها الشهيرة كلما زارنا أحدهم " حتى يكون بيننا عيش وملح "
وبالفعل تناول معنا العشاء ثم شرب الشاي وانصرف ، ما أن خرج حتى بدأت في مدحه وتعداد فضائلة وبأنه الرجل المناسب لي وبأنه يحبني وإلا لما زارنا وأنا رفضت طلبه للزواج ،
لم أشأ أن أدخل معها في أي نقاش من هذا النوع فالنتيجة معروفة ، ستنعتني بالمريضة ككل مرة .
صعدت إلى غرفتي واستسلمت للنوم بسهولة.
في اليوم التالي كان - خالد - ينتظرني أمام باب العمارة وما أن وصلت حتى أخبرني بأنه لم يرد الدخول للمكتب إلا برفقتي ، اصطنعت الإبتسامة ودخلت تحيطني الظنون ،
تصرفات هذا الرجل باتت تربكني أكثر من اللازم فمنذ متى يزورني بغير مناسبة أو حتى ينتظرني لندخل المكتب معاً ، مالذي يخطط له ؟!
وبعد ساعة من وصولي للمكتب وتفقد البريد رن هاتفي النقال
فتحت حقيبتي لأخذه فوجدت الرسالة لاتزال هناك ،اللعنة مالذي أنساني هذة . كانت والدة - سامية - تطلب مني اللحاق بها إلى المستشفى فحالة ابنتها حرجة جداً ،
خرجت على وجه السرعة وصلت المستشفى لأعرف منها أن - سامية - فقدت وعيها بعد وفاة - أحمد- صباح ذلك اليوم في حادثة سير .
-
-
يتبع ..